محمد هاشم الآلوسي
برعاية السيد عبد الرزاق خليفة محافظ الرقة، تم افتتاح ملتقى الشعر العربي، والذي أقامته مديرية الثقافة بالرقة وذلك بحضور القيادات السياسية والتنفيذية في المحافظة وجمهور من الشعراء والمثقفين والمهتمين.
وفي بداية الحفل، ألقى مدير الثقافة السيد محمد الأحمد العبدون كلمة رحّب من خلالها براعي الملتقى، والمشاركين والحضور، مستعرضاً جوانب إنسانية واجتماعية من حياة الشاعر الحسون فقال: على ضفاف الفرات نبغ شاعر رقي برقة الفرات، مسالم في جريانه، شديد البأس في فيضانه، تعرض لقيود الفقر، لكنه انفجر حباً ووداً لمدينته وتاريخها، عمل في مجال التعليم، فكان ينضح شباباً وفتوة، كالفرات في تدفق مائه الهادئ، يمنح الناس موسماً أبيض ويوزع بسمات الأمل على تاريخ مدينته الغابر.
وتحدث محافظ الرقة السيد عبد الرزاق خليفة، عن انطلاق فعاليات الملتقى، مؤكداً على أهمية الثقافة ودورها في بناء المجتمع، مبيناً أن الثقافة عندما تكون بخير يكون الإنسان والوطن بخير، وعن دور الآداب وتأثيرها في الإنسان تحدث قالاً: إن الأدب أثر فينا، خاصة الأدب الجاهلي والإسلامي والأموي والعباسي، ومازلنا دائماً نقف عند هؤلاء الذين تركوا بصمة عظيمة في التاريخ، كما أكد على أهمية الشعراء ودورهم في المجتمع، من حيث تسليط الضوء على الشعراء والأدباء الذين ما زالوا يقدموا لهذا الوطن، والوقوف على مآثرهم، والأثر الراقي لهم، بما يجمّل الحياة رغم أنف الأزمة التي مر بها الوطن.
وانطلقت فعاليات الملتقى بعرض فلم يحكي قصة الشاعر الرقي بحتري الرقة الراحل مصطفى الحسون، ثم عقدت جلسة نقدية بعنوان ( الشعر العربي وأزمة المتلقي )، حاضر فيها كل من:
د. هايل الطالب
د. وصال الحميد
الأستاذ سامي طه
وأدار الحوار د. أنس بديوي
وتحدثت فيها الدكتورة وصال الحميد عن تراجع الشعر عن وظيفته الإعلامية التأثيرية إلى وظيفة التعبير، وتقوقع الشاعر، وانكفاء وتحول شعره إلى مونولوج داخلي، وبدا الشعر أكثر إيغالا في الوهم والتغريب، وبعُدت الصلات بين الكلمات، لدرجة أصبحت بعيدة المنال على المتلقي القارئ أو السامع، واتسعت الفجوات التي تحدثت عنها نظرية التلقي، وماعاد يكفي خيال المتلقي لملئها، وهنا برز دور الناقد الذي صار الوسيط بين الشاعر وبين المتلقي، وبدأ الناس يتحلقون حول الناقد، بعد أن كانوا يتحلقون حول الشاعر.
فيما أكد الدكتور هايل الطالب، إلى أن نظرية التلقي التي ظهرت مع ستينيات القرن الماضي، قد تميزت عن المناهج السياقية والنسقية في كونها أعادت الاعتبار إلى المتلقي، في حين ركزت المناهج السياقية على المبدع وما يحيط به من سياقات اجتماعية وتاريخية ونفسية، أو من حيث التركيز على النص ذاته، كما فعلت البنيوية. ولخُصت النقاشات والمداخلات في هذا المحور، عند أهم أربعة عناصر عالجتها نظرية المتلقي، وهي أفق التوقعات والمسافة الجمالية وملء الفجوات والقارئ الضمني، ونجاح عمل التلقي من الناحية الابداعية يكمن في كسر أفق توقعات المتلقي، فبمجرد تطابق أفق المتلقي مع أفق النص يفقد الأدب جماليته. ووقفت المحاضرة على نماذج من الشعر التراثي الذي حقق شروط المتلقي، بكسره الأنساق المألوفة، وارتياده مناطق قصية، تحرك مخيلة المتلقي وتقض سكينته، لتصل المداخلة إلى نتيجة مهمة، تشكّل عقبة في وجه التلقي الفعال وتتمثل في تحول كثير من النماذج الشعرية نحو التسجيلية في الأدب، فتجعلنا أمام نص مغلق وقراءة مغلقة. من جانبه أكد الأديب #سامي_طه، على أن الظروف الزمنية والحياتية، أدت إلى خلق أزمة عند المتلقي، إضافة إلى أنه يوجد شعراء جيدين ولكن لايوجد شعراء مميزين.
وبعد انتهاء الجلسة النقدية، ألقى كل من الشعراء: ريم النقري و محمد عرب و مصطفى الصمودي و زهر الدين الدرويش، باقة جميلة من نتاجهم الشعري، وفي نهاية الجلسة من فعاليات ملتقى الشعر العربي، تم توزيع بطاقة الشكر على المشاركين.