للمطر في جبلة ، سرٌّ عجيب
تنبعث منه رائحة الأرض
فيكون لها مذاق الكنافة الجبلاوية …
سحرٌ غريب ….
لكلِّ قطرة مطر في جبلة ، هذه الكلمات ….!
أمدُّ يدي …
لعلّ الزخَّ يسقيني ويرويني
لعلَّ الزخَّ يهديني عناويني …!
أمدُّ يدي…
و أرسلها إلى الغيماتِ تجعلني
كتلك الآه …
و هذا الغيم يأخذني على ليلاه
عرفتُ القبلةَ الأولى
عرفتُ الغيمةَ الولهى بأجفاني
فكاد الغيم يرجعني كريح الغار
يشفيني ، ويهديني…!
***
أيا ياغيمُ أينَ سُرَاكْ
أيا يا غيمُ أينَ هواكْ …؟
أنا ماكنت إلا لونَكَ الباهي
وإلا جفنكَ الساهي
أنا ماكنتُ إلا رجفةً للماكْ
أيا يا غيمُ تأخذني …؟
يريدُ القلبُ أنْ يمشي
بظلِّ دفاكْ …
ويعصرُ شهقةَ العشقِ
ويرشفُ خفقةَ الدفقِ
على ليلاه ، أو ليلاكْ
أيا ياغيمُ ، تمطرني غداً بأساكْ …؟
عرفتُ الحبَّ لا يغفو
عرفتُ الشوقَ لا يهفو
ضحىً لسواكْ …!
روتني القطرةُ الأولى
روتْ قلبي …
وهذا القلبُ يتعبني
بنار لظاكْ …
أيا يا غيمُ تشبهني
و تشبهُ رعشةَ القلب الذي
يحيا نسيمَ الصبح …
إذ يحياكْ …!
و تجعلني أسيرَ حلاكْ
و تأسرني بتلك القطرة الأولى
و تلك الزخّةِ الأولى
وتحييني بزخِّ نداكْ
أنا يا غيمُ لا أحيا
رفيفَ العينْ …
و لا أشتاقُ للخدينْ
إذا لا أجمعُ الغيماتْ
إذا لا أسمعُ الضحكاتْ
أنا يا غيمُ مثلُ البحر
ومثل الزهرِ
يرجوني أشمُّ شذاكْ…!
أنا يا غيمُ مفتونٌ بسحرِ نداكْ …!
أنا يا غيمُ مسحورٌ بنزِّ شفاكْ
سهيل أحمد درويش
سوريا _ جبلة