عيسى ابراهيم
لا الشوق يشغل أجفاني ولا المُقل
………………….ولا رداحٌ أذابت خدّها القُبل
ولا عيونٌ تلاقت بعد غربتها
………………..عند الأصائل قد أضناهمُ الكلل
بل راح يُشغلني همٌّ بُليت به
………………..من صدّ فاتنةٍ هيفاء تختجل
يا حاديَ الشعر لملم بعض أحرفه
…………….واسكبه نجوى لعلّ الجرح يندمل
وقف مليّاً وأطفيء جمر حرّته
……………لعلّه صوب روض الشوق يرتحل
يُداعبُ الورد صبّاً والعطور جوىً
…………..ويرشف البرعم الغاوي ويبتهل
ويمنح الشعر دفّاقاً على شفتي
………….نوراً ليرشفه من بعدنا الأزل
يوسّد الحرف كالنهدين ملتهباً
…………حتى يفيق الشباب الغضُّ والأمل
فجئتُ أرشفه خمراً معتّقةً
…………وأجتني الشهد والأحلام تعتمل
ليلى ويرهقني التسويف فالتمسي
………….ليَ الدواء فقد أوهى بيَ الوجل
ليلى وبعض أماسٍ للهوى رجعت
………….إلى الفؤاد وبي من هجرها علل
ضاق المدى بفؤادٍ راح يشغله
…………رمشٌ من السحر لمّا جاء يكتحل
ولوَّع القلب وجهٌ لا غياب له
……………..مثل المرايا نقاءً حين يكتمل
يدور في خلدي طيفاً ليؤنسني
……………والطّيف يبديه للرائي لها مثل
فلا عدمتُ على مرّ الزمان هوىً
……………لحسن وجهٍ لداعي الشوق يمتثل
ولا حُرمتُ من العينين لحظهما
……………كالسهم يخترقا قلبي فيشتعل
يجتاحني السكر من ثغرٍ قرأتُ به
………….إشراقة الفجر مذ غصّت بها الجمل
كالنبع ينهلُّ طيباًمن تدفّقه
……………..فلو تذوقّته فالشهد والعسل