•مدير مكتب نفحات القلم بحلب
خالدمصاص كتب مقالا من الواقع يقول:
كان سؤالُها-فعلاً-مزعجاً ومحقاً أثناء حوارٍ دارَ بيننا أمس،ولفت انتباهي عندما سُئِلت من إحدى اللواتي تعمل جاهدة وتدعي في هذا المجال وبحضورها المميز والنشيط هنا وهناك لأجل إضاءة على من يريد في سبيل تأمين المصاريف ولقمة العيش وعدم الحاجة للآخرين مستقبلاً وضماناً لأولادها..!!
وهي مصرة أن تعرف كم أخذت على ذلك اللقاء والإضاءة عليه..؟!!
وبينتُ لها أنني لم آخذ قرشاً واحداً ولم أطلب أجرَ اللقاء كما يفعل ويقبض الآخرون (من بيت شقاع لبيت ارقاع) في المنفعة وجمع المال.
بصراحة،سؤالُها أزعجني.وقلت لها:إن المال ليس كل شيء وهدفنا أرقى ولا يُنظَر إلى الحياة بمنظارٍ كهذا.
تذكرتُ الطامعين والمافيات الذين يستغلون الظروف بسبب طمعهم وجشعهم واستغلالهم ونهب حقوق ومستحقات الآخرين ولم يسألهم أحد.
فهؤلاء مَن جلب إلينا تلك الغيوم المحملة بالغبار والإساءة ونظرات الكثير من الجهلة وعديمي الضمير المستفيدين بطرق غير شرعية .. !
والفرق أمام مَن يسعى فقط للعيش بحلال وفي حياة كريمة وبسيطة والفرق بين هؤلاء الحيتان.
وشتان شتان بينهما.
و..لنعد إلى سياق حديثنا الأول وابتعدوا عن الاستغلال والطمع حتى وإن كان قليلا واعملوا صالحا بغير مهنة أنفع لكم فهذه مهنة عظيمة ورسالة شريف وفيها عراقيل و(ليس كل مَن صَف صواني صار حلواني) كما يقول المثَل الشعبي.
وكما أن اللقاءات المميزة والمختارة التي تتم مع الشخصيات الوطنية والتي تعمل لخدمة البلد وتحديدا الذين يستحقون أن نسلط الضوء عليهم فقط إنه لَواجب علينا وقيمته كبيرة لعملنا أمام خدمة صغيرة نقدمها لوطننا والكل يعلم ويشهد لنا بالمتابعة وبالثقة وعزة النفس والسخاء والكرم مع الآخرين وبتقديم الخدمة لمن يستحق مجانا دون مقابل وهذا فضل وعطاء وكرم من الله ونتيجة لمدرستنا الوطنية التي زرعت بنا حب الوطن ولأخلاقنا وتربيتنا السليمة أيضا التي تلقيناها وتربينا عليها ولنا الفخر بها وما زلنا نعمل دون مصلحة شخصية وغايات مع أحد.
وبالتالي،ومن المؤكد،أن من يسعى للظهور جاهدا ورخيصا لخدمة جيبه وأهدافه الأنانية فلن يلقى إلا المذلة والخسارة وعدم احترام الآخرين له. وبالتالي،فنهايته جنيُ أشواك وتعتير ومعاناة حبا في جمع المال وللعيش فقط وهذا شأنه وقد عبر بذلك آخذا قيمته وحجمه،مظهِرا حقيقة عمله وأهدافه الرخيصة أمام الآخرين.
وللأسف،فهناك كـثرٌ حولنـا ومعروفون بصفاتهم واستغلالهم وابتزازهم للآخرين وستنقلب الأمور عليهم بلا شك أولا واخيرا.
وقد يخلق هذا انعكاسا سلبيا نوعا ما على الشرفاء نتيجة وجود مثل هؤلاء الفاسدين وطمعهم وجشع نفوسهم المتهالكة وكسبهم الحرام واستغلال الآخرين وابتزازهم مما يسبب ضررا كبيرا للمجتمع .. !
لذلك،
أقول لهؤلاء الذين عاثوا فسادا وطمعا على حساب مستحقات المواطن،وهم يستغلون البلد:المال يأتي ويذهب..لكن الكرامة والأخلاق وغيرها إن ذهبت فهل المال سيعيدها ويخرجكم من وراء القضبان..؟؟!
إذن،فالمال لا شيء لدى أصحاب العقول الراقية ولدى ذوي النفوس العفيفة والكريمة والانسانية.
وما المال إلا مجرد وسيلة لخدمة الإنسان في قضاء حوائج مادية نظيفة ذات ضرورة.
واعلموا ان المال به نربح ومنه وفيه نخسر.
وحسنٌ مَن يعمل ويسعى جاهدا للأفضل ولكسبٍ حلال وعيشٍ شريفٍ لكن بشرط النزاهة وعدم ابتزاز واستغلال الآخرين.
هـل وصـلــت رسـالـتُـنــا..؟
و..هـل عرفــتم مَـن نكــون نحــن..؟؟
هـدفُـنـــا وعملُـنــا السـامي فـي خدمــة وطنِـنــا الغــالـي وهذا أقل شيء نقدمه له.
وختامــاً ..
بئسَ كل فاسد يستغل الظروف كأمثال المافيات وهؤلاء المتسترين والمدعين بالنزاهة الذين همُّهم جيوبُهم،وجيوبُهم فقط..وكروشهم المتدلية المتشحمة وجمع وسرقة المليارات من المستحقات ولم يقدموا شيئا من النزاهة والخير والعطاء للغير وتحديدا لوطنهم الأم ..!
والتقدير الكبير والمحبة لكل شريف ووطني يعمل بإخلاص وتفانٍ من أجل العيـش الكريــم،والسـعي لأسـرتِـه وازدهــار وطنـِــه.
فعلا،كما قالوا..
إن البيض والأمور والقيم والأخلاق وقلة الضمير والنزاهة والشريف من الفاسد والمنافق والكاذب من الصادق وغيرها كثير..فقد اختلطت الأمور ببعضها بعضا..!
وحتى مقالتنا هذه،فقد اختلطت فيها الأفكار..ولم نعد نعرف ما نقول،وعلى من نشير..ما هي الآراء والغـاية منها..؟!
وكيف نميز الصالح من العاطل..؟
إلا من رحمَه ربُّـه وكانت له علامة مميزة.
فالحيـاة جميلـة،ولكن ليست هكذا.. وجمالُهـا وعظمتُهـا هَـو وطنُـك أولا وكرامـة المـرء..ولله الأمـر.