، على العالم، وهل ستشكل هذه الحرب خطراً جدياً، على الهيمنة الغربية؟؟
بوتن الذي يتقمص شخصية(القيصر، ولينين) كيف سيخرج من حربه على أوكرانيا؟ وما هي انعكاساتها العالمية؟
هذه الحرب ليست حيادية، هي حرب بين شمال ثري، مهيمن، وبين جنوب يبتهج لسقوط هذا الغرب العنصري
المحامي محمد محسن
الكل ينتظر ويتابع الحرب الروسية على أوكرانيا، بل الحرب الروسية على القطب الغربي كله بقيادة أمريكا،
والكل يرى مجريات الحرب، التي قسمت العالم إلى فسطاطين، من خلال منظوره، ومن خلال توجهاته، وميوله،
فالمفتونون بالغرب، والعملاء، تراهم يبحثون عن أي اختراق أوكراني، ليجعلوا منه نصراً مؤزراً، وهزيمة نكراء لروسيا،
كما هي عليه آلاف بل ملايين المحطات والمواقع الغربية، التي همها نشر الأكاذيب، وعلى رأسها محطة الجزيرة
القطرية، التي تجعل من (الحبه قبه).
ولا يجوز أن نبالغ ونقول أن هناك متابع، أو محلل سياسي، يمتلك ناصية الموضوعية بتمامها، ويقدم صورة عن الحرب
بكل جولاتها بحيادية مطلقة، لأن هذه الحرب ليست حيادية، وليست بين روسيا والغرب، بل إنها حرب عالمية بكل المعايير
الكل مشتبك أو مشترك فيها، بالفعل، او بالقول، لأن ارتداداتها ومفاعيلها ستعم العالم أجمع من شرقه إلى غربه،
ومن شماله إلى جنوبه لذلك الكل متابع، ومنتظر.
فالقطب الغربي دفع بكل قواه العسكرية، والمالية، والإعلامية، بعد أن استشعر الخطر الجدي، على وصايته، وهيمنته،
وتفرده في إمساكه بمفاتيح العالم، الاقتصادية، والسياسية، وحتى الثقافية، والعلمية، والتي بدأت تهتز بقوة ، ولأول مرة
منذ قرون.
أما دول العالم الثالث وشعوبها، التي عاشت قروناً ( وبدون مبالغة)، تحت وطأة الخوف، (تابعة خانعة) لكل الإجراءات التي
تقررها أمريكا،وقطبها، فالكل أُفقر، والكل جُهلْ، والكلُ يعاني من صراعات بينية خلقها الغرب، حتى لاتمتلك الشعوب
فرصة للتفكير بالحرية.
وكل دولة لا تقدم الولاء، والطاعة ليل نهار، أو تحاول التملص من تحت الوصاية الغربية، تكون عقوبتها حرب الموت، والدمار، والتجويع
والتمزيق والتشتت، كما هي عليه سورية وغيرها اليوم.
من هذه الصورة السوداء التي قسمت العالم إلى مجتمعات فقيرة، جاهلة، منهوبة الخيرات والطاقات، ودول غربية، غنية، مستقرة
تتحكم بمصير العالم وفق مصلحة شركاتها الكبرى، حتى تحولت مهمات حكوماتها، إلى إدارات عامة دورها خدمة مصالح تلك
الشركات التي لاتتحقق إلا بالحروب،
لذلك وللمعاناة التاريخية المريرة، والمديدة، التي عاشتها شعوب الجنوب، تحت وطأة ــــ والتي بحثت لها عن وصف ــــ فلم أجد أدق
من عبارة{ التوحش الغربي، ألاإنساني} تجاه الحضارة المنكوبة التي عاشتها شعوب الجنوب عدة قرون.
من حقها أن تعتبر أن الدولة الروسية اليوم، تحارب عنها، عن الحق الانساني المهدور ،وترى في الحرب الدائرة الآن بين روسيا
والقطب الغربي بقضه وقضيضه، هي حـــــــــربها، لأنها حرب الخلاص، حرب الأمل، ولا بأس أن تتضرع للسماء، للأرض،
بأن ينصر روسيا وقائدها بوتن.
ولكن واسعافاً مني لرغبات الشعوب الجنوبية الفقيرة، أبشر :
أن القائد الإنساني بوتن، الذي يتقمص تاريخ ( القيصر، ولينين) لابد سيأتي بالنصر لكل شعوب الجنوب، على الغرب الذي حرف
الانسان عن انسانيته، وحوله إلى وحش، يمارس القتل، والتدمير، والاستكبار، ضد شعوب الجنوب
وسيكون انتصار بوتن فتح تاريخي عظيم،
وبوابة حضارية للحرية، لكل شعوب الأرض.
………..إنـــــــــــــــــــــــــــه الأمــــــــــــــــــل بالخــــــــــــــلاص بالحـــــــــــــــــرية………..