يحدث أن تحاول الكتابة وتحار أيها أولا ..
يحدث أن تنام نصف ليلك الأول وأنت تعد وتخرج دون إرادة منك فلما هنديا طويلا
تجمع فيه من أحبوك وتشتاقهم
منهم من غادر ولا عودة ومنهم من غادر ولا تدري لم غادروا ,وكل من في الفلم أبطالا وأنت قلب الحدث
يحدث أن تتسمر على أريكة .. فرضت عليك مشاهد وأحاديث كان من عادتك قبلا أن تنسحب بكل قوتك ..
لكن…؟؟
أنت الآن تصم أذنيك .. وتتصنع ضعف الرؤية كي لا تضطر للتجول معهن في أحاديث ونظرات أقلها إيلاما أنك خارجها ومرغم أن تكون فيها ..
ويحدث جدا أن يحشرنك عنوة في عناوين أحاديثهن ال صبامسائية وما بينهما من وقت ..
وعجلة رأسك تدور وهن يقلب وجوه الكلام ويقطفن عناقيد الأحاديث صحيحها ومتخيلها , وقيل وقالت وكانا وكانتا …
عجلة رأسك لا تنفك تدور مع تقولاتهن وافتراءاتهن وفرضيات اخترعهنا .. وخصومات ومصالحات نسجتها كلمة .. أو شبه موقف .. او تشابه لديهن الحديث والمعركة حامية ما بين محدثة ومجيبة وطاحون الكلام المقلي على نار أفكارهن الميتة ما زالت تستهلك الزيت والغاز والوقت والمكان ….
يحدث أن تكره شيئا جميلا جدا لأنه اقتنص منك وقتك الصامت المخصص لمنولوجيا داخلية تخصك .
وأن تكتب عن القلب وقلبك مغلق أو مغلف استملكه أحدهم وبقي رهينته , وتسأل نفسك أهو تغيير نمط ..أم حروف… أم صرخة فراغ .. أم وحشة انتظار نور كلما اعتقدت اقترابه زاد وقت انتظارك له .
يحدث أن تقضي الهزيع الأخير من ليلك تنتظر أن تنفض عنك غبار الملل وتعيد تدوين ما كتبته في مخيلتك وانت تحمل خيبة فقدان بعض المفردات والمعاني وأنت تخطه ظاهرا للناس .
ويحدث أن تكون عاجزا عن فك خيوط عنكبوت أفكارك , أو التغلغل فيها لتنقيتها وإعدادها وجبة لبقية يومك .
قليلا ما يحدث معك لكن كان أن تعشق مشيتك تحت المطر دون الخوف على تصفيفة شعرك أو بلل في ملابسك , أو وقت طال بانتظار دنوي الموعد .. بل تشعر بسعادة غامرة تقلب موازين عاداتك الكارهة للانتظار متمنيا أن يطول وأنت في مكان ليس كعادته وأناس تلهث معهم وهم يسابقون حبات المزن تتراكض على جباههم وثيابهم .
الأكثر جمالا مما قد حدث وجعلك تعاود التعرف على نفسك وهي تسترق النظر لطاولة عليها من جانبين شابتان وشاب , هي وهو متلاصقا النظر والهمس مع جهاز ينقل لهما ما يجعلهما خارج اسوار المكان محلقان في عالمهما الخاص والثالثة شابة تكاد تلتصق بالطاولة تحدق وتقرأ وبيد كيد سارق تمتد لتناول رشفات من كأس أمامها , أعتقد أنها فقدت في هذه الجلسة سمعها وبصرها لان دورها المرسوم هو حارسة عاشقين , وحدث أني لم أعش تأنيب الضمير وانا أنظر إليهم خلسة . هي أقرب ما تكون لنظرة خوف عليهما وحب لحالتهما , ما أسعدني أيضا أني لا أعرف أحد منهم ولن أعيد الكرة إلا في مخيلتي حين أحتاج استحضار لحظة تجعلني ابتسم داخليا .
ويحدث دوما أن أتخيل كتابة نص بعد جفاف أو غياب قسري لأية فكرة , ثم حين أهم بالكتابة يخرج نص آخر .
ويحدث أيضا ودوما أني أقضي شهرا كاملا بحثا عن مكان أهرب إليه من صخب الإعدادات ليوم نحوله لمعركة وسنة نستقبلها بدوي الرصاص وإحضار أداة لتوسيع معدة فارغة كما الرأس من معاني
أن نعد لاستقبال وافد جديد .
يحدث أن أشطب من مخيلتي تلك الليلة لأكون انا بكامل الأهلية والجهوزية لاستقبال يوم وعام وعمر يشبهني .
وحدث أن قررت التوقف لاتستمع بصوت ديك مرفه يعيش مدينة سكانها متخمون بفوارغ الحكايات , وعبوات ناسفة لروح تحلم بالهدوء .
الخامسة صباح 30\12 \2022