لوسألنا معظم الناس عن ماهية الشعور فلن يستطيعوا الإجابة .
ولوسألناهم عن أهمية الشعور أو أثره في الحياة أو مناشئه أو درجاته أو مراحله فلن يعرفوا الإجابة .
ولو سألناهم عن أصناف المشاعر ومراحل تطور الشعور وفي أي مرحلة شعورية هم وكيف يتعاملون مع مشاعرهم فلن يستطيعوا الإجابة .
الحقيقة أن معظم البشر رغم التقدم الفكري للبشرية لايزالون في مرحلة الأمية الشعورية .
رغم أن الشعور هو مايقود حياة الكائن البشري .
إن كل سعي يسعى له إنسان وكل أمر يهرب منه يعود إلى شعور .
الذي يسعى للمال أو الأملاك أو السيارات أو الجنس أو المخدرات فهو يسعى وراء الشعور الذي يرافق هذه الأشياء .
الذي يهرب من الفشل أو الصراع أو المرض أو الخسارة فهو يهرب من الشعور الذي تجلبه هذه الأشياء .
الشعور يحدد مستوى حضور الروح في الحياة .
الشعور يحدد مستوى الوعي وتطور الذات .
الشعور يحدد الحالة النفسية ومستوى صلابتها أو هشاشتها .
كل مافي الحياة على الأرضه يقوده ويحدده ويحركه الشعور .
كل مرض يقف خلفه شعور .
كل نفور أو خسارة في العلاقات يقف خلفها شعور .
كل كآبة أو سعادة أو حالة نفسية سيئة أو جيدة يقف خلفها شعور .
يظهر الشعور بالترافق مع حدث .
لكن ليس بالضرورة أن الحدث هو الذي يولد الشعور .
قد يكون الشعور موروثا بالإرث الجيني أو الإرث النفسي الثقافي عائليا كان أو قوميا أو طائفيا .
هناك شعوب كاملة تشعر بالعار ، وطوائف كاملة يستحوذ عليها الخوف ، وملل كاملة مصابة بالنرجسية وجنون العظمة وشعور الكبرياء .
كل البشر يسعون إلى الحب والسلام والتناغم والسعادة وإن أخطأوا الطريق .
إن هذا السعي المحموم ينبؤنا أن أصل الشعور هو السلام والحب اللامشروط واللامقيد وهو ماينسجم مع حقيقة الروح .
لكن هل يؤتي السعي بلا معرفة أكله ؟
يخبرنا هاوكنز أن أكثر من ٨٠ % من البشر يعيشون تحت خط الفقر الشعوري .
أي بمستوى تقييم لايتجاوز ٢٠٠ على مقياس هاوكنز للوعي ( التطور الشعوري ) .
وهو مستوى معظم الحيوانات خصوصا المفترسة منها .
وهذا يفسر أن الحياة في معظم مناطق الكوكب عبارة عن صراع وافتراس وحرب من أجل البقاء ومستوى حياة دون خط الفقر إذ أن هذا مايلائم مستوى تطورنا الحالي على مستوى الروح والشعور .
فهل هذا يدفع القارئ إلى بدء العمل على محو أميته الشعورية ؟؟
حسام خلف
مدرب في الوعي والتطوير الشخصي