الشاعر عبد الفتاح المطلبي – العراق
زارني الطيــــــفُ واستبدَّ بروحي
مستبيحاً مَعـــاقلي وصـــــروحي
قالَ أنّــــــى تغضُّ طَرفَـــكَ عنّي
وترانــي كطـــــــــائرٍ مذبــــوحِ
دسَّ ما فيهِ من أســـــــىً بفؤادي
ناكِئاً كــــــلَّ نازفٍ من جروحي
قلتُ يا ذا الجمــــــالِ أنت حياتي
أنتَ سهلي وهضـــبتي وسفوحي
أنت مائي وشـــدوُ بلبــــــلِ قلبي
أنتَ غيـثي ونجــــدتي وجموحي
لا تعافى هـذا الزمــــــــان إذا ما
غضَّ طرفاً عن وجدكَ المسفوحِ
يا جميـــــلاً توطَنَ الروحَ وهجاً
لقنـــــــاديلِ قرحيَ المفتـــــــوحِ
شُلّتِ الســـــــاقُ لو تعدتكَ شبراً
بئسَ دربــــــي إذا أرادَ نزوحي
إيهِ يا نفسُ لا تخــــافي وضُجّي
بصراخي وبالحقيــــــقةِ بوحي
كشَفَ الدهرُ ما تخفّــى طويلاً
ورأى القلبُ همّـــــهُ بوضوحِ
فبكَتْ عَنْدَماً فلــــــولُ الأماني
وأطلّتْ بحزنــــــها المفضوحِ
كفكفي الدمعَ يا مُنــى ثمّ كوني
لخيالي سُـــــرادقاً من طموحي
يشهدُ العشقُ أنّ بي ألفَ حيفٍ
من مسوخٍ تجولُ فوقَ سطوحي
أنتَ بحرٌ وفـــوقَ موجِكَ قشّي
أعجيبٌ إذا رأيـــــــتَ جنوحي؟
ليسَ لي في الجوى سواكَ ظهيراً
أنتَ نصري على الأسى وفتوحي
هل لقلبـــــي إذا تكلّـــــــمَ نبضٌ
غير ميسِ النخيلِ يُطربُ روحي
غير نوحِ الحَمــــــامِ وهوَ نذيرٌ
يتنادى بصـــــــــوتهِ المبحوحِ
أيها العاذلون قـــــد طفحَ الكيلُ
وتعــــــدّى مثــــــابةَ المسموحِ
قد تداعى إلـــى القلوبِ اشتياقٌ
وغزا الروح من فضــاءٍ فسيحِ
ما لأهلِ الغـــــرام دربٌ سواهُ
فيه تسعى القلوب نحوَ الوضوحِ