عندما تتحدثون في الجنازة
عن خصالنا التي نشرها
الموت
كصكوك قديمة
اعلموهم اننا سددنا
الدين و لم ننل قسطنا
المنتظر من الحياة
غدا
عندما تقطفون الماء
من غصون الذكريات
و تنثرونه على الوجوه التي
خانتها الاقنعة
أخبروهم أننا متنا
بعد صراع طويل مع
الخيبات
غدا
ضعوا وصاياكم تحت رؤوسنا
و خذوا صورا من أيامنا
البائدة
و دسوا الكثير من الالوان في كفوفنا
كي لا ندخل على الاحبة
بايدي فارغة
غدا
اربطوا سيقان الأشجار
بالاشرطة الدافئة
لتحفظوا مسالك الرجوع
و وعد العودة
للبيوت الدائمة
غدا
حين تتندرون
على النكات الباردة
و القهوة الضاحكة
و النادل الذي تأخر بالحب
ليجلب الطلب
اتركوا مقاعدا شاغرة
ليجلس غيابنا
و يضع ساقا على أحلامنا
التي فاتها الضوء
غدا
عندما نبلغ خطوط الوصول
تاركين لهاثنا في البيت
ملقى على الأرض
او تحت السرير
كجوارب منسية
قولوا قد اشتاقت لهم
الجذور
و احضان الطين
فابتلعوا الطرقات
و ناموا
الشاعرة منية اللطيف / تونس