تقرير منيرة أحمد \ كاتبة ومديرة موقع نفحات القلم الالكتروني
بلاد العرب أوطاني
نعم هكذا كنا ورغم عاتيات الزمن نبقى
لا …لاحد يباعدنا ولا دين يفرقنا
إنها الجغرافيا التي أعتقدت أنها ستفرقنا
وعوامل خارجة عن مسار طبيعتنا وإرادتنا أحيانا حاولت أن تكون سدا بيننا , من قال ذلك رغم كل ما قيل عن أمتنا وما حاولو زرعه لم تنجح خططه ولا أمانيهم ,
لحظة وجع ألمت بأخت لهم فكانوا العضد والقلب الذي ينجد باقي الجسد . البلسم الذي يروي الروح والدواء الذي يبلسم الجراح .
نواميس الطبيعة كانت قاسية جدا علينا في سورية الحبيبة .زلزال ضرب عمقها البنيوي والبشري , كارثة أدمت القلوب , ورسمت خارطة ألم تنتشر عبر مساحاتها المنهكة من الحرب .
ولم يطل الوقت بل هي ساعات قليلة حتى بدأ أخوتنا في أكثر من بلد عربي بجم هممهم العالية للمساندة , وإن كنا نخصص في الحديث بلدا بعينه لأن ما كان منه قيادة وشعبا كان ملفتا بكل تفاصيله .
لم يطل الوقت حتى كان اجتماع ترأسه السيد رئيس جمهورية تونس الرئيس قيس سعيّد
وكان ان اتخذ قراره البطولي الشهم القراري الذي نتج عن رجل دولة قيادي رجل يعرف قيمة بلده وقيمة أن يكون بلده منسجما مع قيمه وقائدا يستطيع اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب
((قرّر رئيس الجمهورية قيس سعيّد، اليوم الثلاثاء 7 فيفري 2023، إنهاء مهام السيد عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج.))
وإنهاء المهمة لاسباب تتعلق بموقف تونس من العلاقات السورية التونسية وقرار مساندة سورية بعد أن تعرضت لزلزال مدمر ضرب عدة مدن .
وفي قرار أخر من القصر الجمهورية :
((استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، اليوم الخميس 9 فيفري 2023 بقصر قرطاج، السيّد نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج.
وتناول اللقاء عددا من القضايا المتعلقة بسير عمل الوزارة وضرورة الإسراع بإعداد مشروع حركة رؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية على أن يكون المقياس الوحيد هو الكفاءة ومساءلة أي مسؤول إذا لم يقم بواجبه الوطني المقدّس في الدفاع عن مصالح الدولة التونسية وتقديم الخدمات اللازمة لمواطنينا بالخارج.
وعلى صعيد آخر، قرّر رئيس الجمهورية الترفيع في مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي في دمشق وجدّد التأكيد على وقوف الشعب التونسي إلى الشعب السوري الشقيق، مشيرا إلى أن قضية النظام السوري شأن داخلي يهمّ السوريين بمفردهم والسفير يُعتمد لدى الدولة وليس لدى النظام. وتحدّث رئيس الجمهورية، في هذا الإطار، عن عديد المحطات التاريخية التي عاشتها سوريا منذ بداية القرن العشرين والترتيبات التي حصلت منذ ذلك الوقت لتقسيمها. كما تطرق إلى التجربة الدستورية السورية وكيف تم حصار المجلس الذي كان سيضع دستورا سوريا وما تبعه من أيام دامية نتيجة رفض السوريين لأي تدخل أجنبي.
كما كان هذا اللقاء مناسبة أكّد من خلالها رئيس الجمهورية أن السيادة الوطنية فوق كل اعتبار فكما لا نقبل التدخل في الشؤون الداخلية للدول لا نقبل بالتدخل في شأننا الداخلي، ولا نقبل الانخراط في سياسات المحاور فسيادة الشعب في الداخل هي مصدر السلطة وسيادة الدولة على المستوى الدولي هي نتيجة للإرادة الحرّة والمستقلة للشعب التونسي.
وعبّر رئيس الدولة عن ضرورة توضيح الحقائق لتفنيد ادعاءات من ارتموا في أحضان الخارج للإساءة لتونس وشعبها لأنه لا وطنية لديهم بل يستبطنون داخلهم العمالة والخيانة والهوان.
كما تم التطرق خلال هذا اللقاء إلى مشاركة تونس في المؤتمر رفيع المستوى لدعم مدينة القدس حيث ذكّر رئيس الجمهورية بالموقف التونسي الرسمي والشعبي من هذه المظلمة المتواصلة على مدى أكثر من قرن ومساندته لحق الشعب الفلسطيني في أرضه السليبة حتى يقيم دولته وعاصمتها القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
فرق الإنقاذ التونسية شاركت في رفع الأنقاض وانتشال من علقوا تحتها في مدينتي حلب واللاذقية
حركة الطيران التونسية التي زينت سماء تصل تونس بسورية أيضا لم تتوقف محملة بكل ما يلزم للمساندة وكان القرار أيضا رئاسيا
ولم يقتصر الأمر على المستوى الرسمي بل كان ماثلا وملفتا على المستوى الشعبي
فكانت الحملات الشعبية لمساندة الشعب السوري ورفع الحصار عنها كمناشدة من التونسيين للخارج وتنادى الجميع لجمع التبرعات
الحملة الدولية لكسر الحصار المفروض على الشعب السوري
وقد أفادنا الاستاذ :
كتب البشير عبيد\ نفحات القلم/مكتب تونس
نشرت صحيفة الشروق على الفلاف صورة الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية مثنيا على الوقفة البطولية الشعب التونسي مع شقيقه السوري و مقالا سياسيا
كنا نشرت الصحيفة في الصفحة الأولى من عددها اليوم صورة الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهوررية العربية السورية مثنيا على الوقفة البطولية للشعب التونسي مع شقيقه الشعب العربي السوري…..
في نفس الغلاف من عدد اليوم من صحيفة الشروق نشرت صورة الرئيس التونسي قيس سعيد متحدثا بالامس مع وزير الخارجية الجديد نبيل عمار معبرا عن الشروع في رفع التمثيل الديبلوماسي مع الشقيقة سورية……..
وكثر هم الكتاب الذين كتبوا عن الكارثة التي حلت بسورية ومطالباتهم المجتمع الدولي بفك الحصار ومساندة سورية منهم نذكر على سبيل المثال
البشير عبيد / تونس
الذي كتب مقالة نشرت في موقع نفحات القلم الالكتروني وفي عدة مواقع آخرى جاء فيه :
في لحظة فارقة من الزمن ٫ ضرب الزلزال العنيف بعض الأقاليم من الجمهورية العربية السورية و جارتها تركيا مخلفا وراءه آلاف الشهداء و الجرحى و المفقودين و العالقين تحت الأنقاض و المشردين في الشوارع بال ماوى….هذه هي الصورة الموجعة التي خلفت حزنا كبيراً و انكسارا لا مثيل له امام الكارثة التي اصابت البلدين…لكن المفارقة العجيبة التي حدثت تمثلت حسب القراءات الموضوعية للمراقبين النزهاء ان التعامل العربي و الدولي لم يكن على قدم المواساة بين سوريا و تركيا رغم ان الكارثة لا خلاف و لا إختلاف حول ماساويتها و الإنسان هو الإنسان هنا او هناك…لكن للسياسة احكام و مصالح و اجندات. بيت القصيد في الموضوع ان الإمبريالية الأمريكية لا يعنيها الشعب السوري الصابر المكافح الذي ذاق مرارة الحصار المضروب عليه منذ سنوات نتيجة قانون قيصر و العقوبات الدولية التي فرضتها أمريكا و حلفاءها من دول الاتحاد الأوروبي و الرجعيات العربية المتعفنة…لكن يبدو ان الحكمة البالغة التي افرزها هذا الحصار الظالم نسيها أو يتناساها خصوم سوريا العربية قيادة و شعبا بكل اطيافه الفكرية و السياسية ان الخنوع لا يعرفه هذا الشعب المكافح و الخضوع للضفوطات الأمريكية و الدول الأوروبية المساندة للكيان الصهيوني الغاصب ٫ليس في قواميسه و تاريخه السياسي و الحضاري على مدار عقود متكاثرة من الزمن ٫ قديما و حديثا….
سوريا العربية التي قاومت جحافل الغزاة و آخرهم الإستعمار الفرنسي البغيض ف العصر الحديث ٫ ليس في تقاليده السياسية الخضوع و الخنوع أي كان نوعه و شكله و هويته الفكرية و السياسية٫ لكل هذه الأسباب و تبعاً لمشروعية الخصال الكفاحية و النضالية الغالية لكل اطياف هذا الشعب الصبور تواصل الحصار و ما تبعه من معاناة لكل افراده صغارا و كبارا٫ ميسورين و فقراء مسحوقين من الطبقة العاملة…من الجهة المقابلة تواصل الصمود و الشموخ و الكبرياء في وجه السياسات العدوانية للامبريالية الأمريكية و خلفها دول القارة العجوز و الكيان الصعيوني البغيض و الرجعيات العربية المتحالفة معها نظرا لطبيعة هذه الأنظمة الاستبدادية و الشمولية المتناقضة فكريا و سياسيا مع الدولة السورية الرافعة راية المقاومة و الممانعة و الرافضة للوصاية الأمريكية على المنطقة و فرض الكيان الصعيوني و غرسه في الأرض العربية بالقوة …..
هذه هو جوهر الموضوع و مربط الفرس…الغاية الأولى و الأخيرة من الحصار الظالم و العقوبات الدولية التي كان نتيجتها ضرب إقتصاد سوريا في المقتل و جعلها منعزلة على المستوى الدولي إضافة الى إحتلال مساحات واسعة من اراضيها شمالا من قبل الإحتلال الأمريكي و نظيره التركي دون نسبان اللعب على المسالة الكردية لخلط الأوراق و تفتيت الوحدة الوطنية سياسيا و ترابيا و تفكيك الدولة و ارجاعها الى العصر الحجري مثلما حدث في العراق و تركيز حكومة برايمر في بغداد….
لا يختلف عاقلان أن كل هذه المعطيات بتفاصيلها المتعشعبة و حيثياتها و طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني المتحكم في منعطفات الملف ٫لا تعلمها القيادة السورية المتسمة بالحنكة و السيطرة على الأعصاب في احلك الأزمات و اصعبها و ما تتطلبه من قراءة موضوعية لطبيعة الصراع و موازين القوى و التحالفات الدولية مع محور المقاومة و تشكيل قطب سياسي واقتصادي عالمي جديد منتصر للشعوب الطامحة للتحرر الوطني و الإنعتاق الإجتماعي و رفض سياسات الهيمنة الأمريكية و الأطلسية على شعوب العالم….. واضح و جلي ان قيادة الجمهورية العربية السورية و حلفاءها في الجبهة الوطنية التقدمية تعي جيداً تفاصيل الصراع و ما تتطلبه المرحلة من حسابات و تحالفات و العمل بلا هوادة على تفكيك محور دول ” الاعتدال العربي” و ابعادها تدريجيا و لو على مراحل عن الوصاية الأمريكية…….
إن سوريا التي إنتصرت على الارهاب و اعطت لكل شعوب العال٫ شرقا و غربا٫ بامكانها الخروج مرفوعة الرأس من جديد باعادة إعمار ما دمره الزلزال العنيف و مواصلة الدرب بعزيمة المقالتين الأشاوس و جعل محور الممانعة مع كل القوى الوطنية التحررية الطامحة للتغيير و فرض إستقلالية القرار الوطني السيادي إقليميا و دوليا………
وحدهم الشرفاء و الأحرار يعرفون بهاء المعارك……
– كاتب صحفي مهتم بقضايا التنمية و المواطنة
و النزاعات و الصراعات الإقليمية و الدولية.