أَنينُ النَّاسِ مِن تَحتِ الرُّكامِ
علا بالشَّامِ في جُنْحِ الظَّلامِ
كأَنَّ الأرضَ مِن تَحتِ البَرايا
بأَمرِ اللهِ هاجَتْ بازْدِحامِ
لنَسْمَعَ مِن عَميقِ الأرضِ صَوتًا
يَموتُ صَداهُ في أَقْسى خِتامِ
وقَدْ أَضْحتْ بُيوتُهمُ قُبورًا
وصارَ الهَدْمُ جَمْعًا كالمَقامِ
كأَنَّ الحَيَّ مَقبَرةٌ تَرامَتْ
على طُولِ المَسافةِ بالأَنامِ
ألَا يا أرضُ خِفِّي عن أُناسٍ
قَضَوا أَعمارَهُمْ بينَ الحِمامِ
بَلاءُ الحربِ فِيهِمْ طالَ عَهدًا
ومِيثاقُ الرَّحيلِ على الدَّوامِ
أَ يُعقَلُ أَنْ يَموتَ ذَوو قُصورٍ
ويَصحو بالهَنا أهلُ الخِيامِ ؟؟!!
هُنا طِفلٌ يُنادي تَحتَ سَقفٍ
يُقاسي الموتَ صَبرًا باعْتِزامِ
وكمْ مِن ضَائِعٍ بَحَثوا عليهِ
فنَاداهُمْ جَريحًا بابْتِسامِ
لرَبِّي حِكْمةٌ في كلِّ شَيءٍ
فَحَمْدًا بالفِعالِ وبالكَلامِ
فيا رَحمنُ إِرْحَمْهُمْ جَميعًا
وأَرسِلْ فَوقَهُمْ رُسلَ السَّلامِ
خالد الباشق