في قصيدته ” سرحان يشرب القهوة في الكافتيريا ” من ديوانه ” أحبك أو لا أحبك ” يكتب محمود درويش عما تعنيه القدس للأنظمة العربية الآتي :
” وما القدس والمدن الضائعة
سوى ناقة تمتطيها البداوة
إلى السلطة الجائعة
وما القدس والمدن الضائعة
سوى منبر للخطابة
ومستودع للكآبة
وما القدس إلا زجاجة خمر وصندوق تبغ ..
… ولكنها وطني ”
يبدو أن الحكام العرب نسوا القدس وألقوا مسؤوليتها على الشعراء والقصاصين والروائين والباحثين ومنظمي المؤتمرات ، وبدلا من تحريرها واقعيا يمكن تحريرها نظريا .
في العقود الثلاثة الأخيرة تضاعفت القصائد والقصص والروايات والدراسات والمؤتمرات عن القدس حتى طغت على المدن الفلسطينية الأخرى كلها ؛ المحتلة في الاحتلال الأول والمحتلة في الاحتلال الثاني .
رصد الدكتور محمد حور الدراسات المنجزة عن القدس وعرض لقسم منها وقد حفظ شيئا وغابت عنه أشياء وهذا هو ديدن الدراسات والدارسين غالبا .
صارت القصائد والدراسات والمقالات والمؤتمرات هي الحروف السمينة التي نطلع بها على الأعداء ، والتعبير لمحمود درويش أيضا ، ف ” صاروا هباء وصاروا ردى ” .
كم دراسة أنجزت عن قصيدة تميم البرغوثي ” في القدس ” التي مطلعها :
” وقفنا على دار الحبيب فردنا
عن الدار قانون الأعادي وسورها ” .
كنت أتمنى لو أن الدكتور محمد حور توقف أمام الدراسات السابقة لهذه القصيدة وبين لنا اختلاف دراسة الدارس اللاحق عن دراسة الدارس السابق وأن يبين لنا بم اختلفت دراسته عنها ، ولكنه لم يفعل .
( من مراجعتي لكتاب الدكتور محمد حور ” تجليات القدس في الشعر المعاصر ” التي سألقيها في مؤتمر معهد القاسمي في باقة الغربية الشهر القادم ، علما بأن مقالي الأحد القادم لدفاتر الأيام الفلسطينية عن الكتاب ).
كم من شاعر أو قاص أو روائي أو باحث صار أيضا يفتعل الكتابة عن القدس افتعالا ؟!!
خربشات عادل الاسطة
١٧ / ٢ / ٢٠٢٣ .