دخلت، أمس 24 شباط 2023، الحرب الروسية- الأوروأمريكية (على الساحة الأوكرانية) عامها الثاني، مع فوز محدود لموسكو قبالة خسائر هائلة لأوكرانيا. و لا بأس أن نتذكر هنا كيف بدأ الكثيرون من “عشّاق ماما” أمريكا (و منهم من يدّعي اليسارية) انتقاد روسيا البوتينية بذريعة شنها الحرب على بلد مجاور آمن و “مسالم”! وفق زعمهم، و لا حاجة بنا للتذكير بموقف الكثيرين من أبناء حزب “عنزة و لو طارت” من هاتيك الحرب و كيف ذرفوا دموع التماسيح على “الحمل الوديع” زيلنسكي.
لندع ما سبق ذكره جانباً، و لندخل في الموضوع مباشرة، نعم، نحن مع روسيا في حربها مع أوكرانيا، و نتمنى لها النصر المظفر فيها، فهذه الحرب هي حرب ضد التوحش الغربي الامبريالي أو “النيوليبرالية الجديدة” التي لا ترى أحداً غيرها على هذا الكوكب يستحق الحياة.. الحياة الكريمة و الشريفة..
هي حرب ضد التجبر و التكبّر العالمي ممثلاً بالشيطان الأكبر (الولايات المتحدة الأمريكية) الذي حتى الأمس القريب كان كثيرون في عالمنا يؤمنون أن لا أحد يجرؤ أن يقول لهدا الشيطان لا..
هي حرب أعادت الأمل للشعوب المستباحة و المُستضعفة، و لنضرب مثالاً بكيفية ازدياد العمليات الاستشهادية العام الماضي في فلسطين المحتلة، و هي ظاهرة لفتت انتباه المناضل الفلسطيني الكبير بسام الشريف فكتب حولها مقالاً هاماً. و يقيني أنه لولا العملية الروسية المباركة لما ولدت مجموعات “عرين الأسود” ناشطة ضد الكيان الإسرائيلي و الأهم أنها استقطبت عناصرها من جميع الحركات الفلسطينية.
نريد لروسيا الانتصار المظفر، كي تكفّ عصابة “البيت الأبيض” و المجمع الصناعي الإرهابي العسكري الأمريكي عن تصنيع الفيروسات القاتلة في مختبراتها المنتشرة في محمياتها حول العالم من انفلونزا الخنازير و قبلها الطيور وصولاً لكورونا و لا ندري انتهاء بماذا! و كأنه لا يكفينا ما ابتلوا الشعوب المستضعفة به من أيدز و أيبولا و القائمة تطول؟
نريد لروسيا أن تنتصر في حربها حفاظاً على العائلة و كيانها وصوناً للرابط الأسري المقدس بعيداً عن الغلو في استقلالية “الأنا”، فالغرب النيوليبرالي، و بذريعة الحرية الكاذبة أباح الشذوذ الجنسي و أطلق عليه مسميات برّاقة و مخادعة كي يقبلها الجميع تدريجياً، فبدأ بتسمية الشاذين جنسياً من الجنس ذاته باسم “مثليين” و من ثم ابتكر لهم اسماً أكثر لمعاناً و بريقاً “حب واحد”.. و لا نستغرب أن يجيز و يحلل، الغرب المنحل ذاته، غداً زواج/ سفاح المحارم (طبعاً بذريعة الحرية) و كذلك التزاوج مع الحيوانات و هلمّ جرا..
هذا الغرب الكاذب، و المتاجر بالديمقراطية و حقوق الانسان و غيرها من شعارات زائفة، لم تسلم منه حتى الطفولة، و ليس بمستغرب أن يجيز أيضاً استغلال الأطفال جنسياً و يقونن هذا الاستغلال، و طبعاً سيجد تسميات لموبقاته هذه ستنطلي على المولهين به و بكل ما يصدر عنه.
حقيقة لم نكن بحاجة إلى الحرب الروسية على الهيمنة الغربية كي نؤمن أن شعاراتهم و تشدقهم بالديمقراطية و حقوق الإنسان و تقديس الحريات.. الخ، عبارة عن شعارات زائفة يتاجر بها ذاك الغرب المتوحش لغايات أقلها الهيمنة على الآخرين و استغلالهم، و عملياً تأكد لنا هذا من خلال نصرتهم للإرهاب طوال سني الحرب على سوريا، و هذا ما كرّسوه لدينا من خلال موقفهم المشين من الزلزال المدمّر الذي أصاب وطننا 6 شباط 2023
صدقت ماريا زاخاروفا عندما قالت ان “الغرب تمادى كثيراً في مفهومه عن استثنائيته” في حديثها لراديو سبوتنيك 22 شباط 2023. و من شأن انتصار روسيا البوتينية أن يضع حداً لأمراض الغرب و توحشه و أن يعرف حجمه و يدرك أنّه ليس وحده من يستحق الحياة الكريمة على هذا الكوكب.
ختاماً: لا يسعنا سوى أن نكرر مع الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين عقب استشهاد ابنته الشابة داريا 21 أب 2022، إذ قال مخاطباً الروس: “أرجوكم انتصروا”، نعم: أرجوك روسيا انتصري.