رحلت عالمة الآثار البريطانية جون أوتس أمس السبت 25 فبراير 2023 عن عمر ناهز 95 عاماً تاركة خلفها بصمات واضحة في مجال علم الآثار، وسجلاً حافلاً بالعديد من الاكتشافات الأثرية.
وبرحيلها خيّم الحزن على عالم الآثار ليس في سورية فحسب وإنما على كل من يعرف أعلام وخبراء الآثار والتاريخ في العالم.
هي أهم أعمدة علماء الآثار الذين عملوا في حقول التنقيب السورية.
حيث عملت مع زوجها عالم الآثار “ديفيد أوتس” بالتنقيب في موقع تل براك الأثري “النجار قديما” الواقع غرب نهر جغجغ أحد روافد نهر الخابور وعلى بعد 42 كيلو متراً عن مدينة الحسكة منذ عام ١٩٧٦ حتى عام ١٩٩٣ وساهمت مع زوجها في الكشف عن مستوطنة معاصرة لمواقع الألفين الرابع والثالث قبل الميلاد في العراق إضافة إلى الكشف عن قصر شيده الملك الأكادي نارام سين.. كما كان لعالمة الآثار أوتس إسهامات كبيرة في العمل الأثري خاصة في مسح المواقع الأثرية في ديالى وتنقيبات موقع جوخة مامي والنمرود وتل الرماح.
الجدير ذكره أن عالمة الآثار البريطانية جون أوتس كانت متخصصة في تاريخ الشرق الأدنى القديم، بدأت حياتها المهنية كمساعد أمين متحف متروپوليتان للفنون في مدينة نيويورك. وفي عام 1951 شاركت أوتس في أعمال التنقيب عن الآثار في العراق وسورية. وحصلت على زمالة گوگنهايم بين عامي 1966-1967. في عام 1971 تم انتخابها زميلة في كلية گيرتون في جامعة كامبريدج. ومنذ عام 1981 شاركت في أعمال التنقيب في كل من تل براك وجوخة مامي ونيپّور ونمرود. ثم أصبحت محاضرة في تاريخ وآثار الشرق الأدنى القديم في جامعة كامبريدج منذ عام 1989. وبين عام 1988-2004 شاركت زوجها ديڤيد أوتس في إدارة حفريات تل براك ثم أصبحت مديرة التنقيبات عام 2004 بعد وفاة زوجها، وفي عام 1995 تقاعدت من العمل الأكاديمي وتم تعيينها زميلة مدى الحياة في كلية گيرتون، وفي العام ذاته صارت زميلة أولى في معهد ماكدونالد للبحوث الأثرية في كامبريدج، وكذلك تم انتخابها زميلة في الأكاديمية البريطانية. وفي عام 2014 حصلت على ميدالية گراهام كلارك لآثار ما قبل التاريخ من الأكاديمية البريطانية.
( بتصرف عن جريدة تشرين السورية )