المساكنة مع عملاء أمريكا في المنطقة، بات مستحيلاً، فالمنطقة في حالة استعصاء، ولا بد من الحسم
المنطقة العربية كلها، في حالة قلق، وتململ، ومحاولة خروج من عنق الزجاجة، إما انفراج، أو انفجار.
ليس هناك من حلول وسط، وليس هناك من عودة إلى الوراء، ولا بد من التمرد على التبعية الأمريكية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الحروب الزلزالية الأمريكية ــ العربية، على سورية، والتي لا تزال قائمة، جاء الزلزال الطبيعي، ليكمل (موجات) الموت، والدمار، والتشرد، والهجرة، وارتفاع نسبة الفقر حد العوز في سورية.
دروب الآلام الطويلة، والمريرة، التي مشتها سورية.
دفعت العرب حكوماتٍ وشعوباً، للتفكير بسوط عالٍ، محاولين لأول مرة لكن بقليل من (الخفر) التساؤل:
ماذا فعلنا في شقيقتنا (الأجمل) سورية؟ ولماذا فعلنا كل ذلك؟ فأعلنوا بعض الندم وعبروا عن ذلك، بتعاطفهم الأخوي من خلال اتصالات مباشرة، أو تصريحات علنية، كان الزلزال الطبيعي باعثها.
ثم تبعها العون العربي السخي، ليبلسم بعض الجراح، ويزرع الكثير من الأمل، ثم تلته زيارة البرلمانيين العرب إلى دمشق، التي توجت بزيارة وزير خارجة مصر العربية لسورية ولأول مرة منذ عشر سنوات.
هذه اليقظة العربية ولو جاءت متأخرة، تدفع المتتبع للتساؤل، ما هي المناخات التي أعطت للأنظمة العربية، إمكانية [التــنمر] على الوصاية الأمريكية
وقول كلمة (لا) لأول مرة منذ أكثر من قرن.
والجواب يكمن في:
ــــ أدى وقفُ الحروب الأمريكية المتوحشة، على الميدان السوري، إلى وقف برنامج أمريكا القائم على تفتيت المنطقة، كما جَرَحَ هيبتها، وهز الثقة بحمايتها، وأثار الكثير من التساؤلات عن جدوى التبعية المطلقة لها.
ــــ كما أن أمريكا الآن، تواجه أكبر تحدٍ وجوديٍ، لتفردها في (حكم العالم)، على الميدان الأوكراني من قبل روسيا، وما زيارة بايدن لأوكرانيا، إلا نتيجة الإحساس بالخطر المُهَدِّدِ.
ــــ ثم جاءت علاقات الأنظمة العربية، وبخاصة ممالك الخليج، مع الصين، وروسيا الاقتصادية والسياسية، لِتُظْهِرَ فرقاً فاضحاً بينها، وبين علاقات هذه الأنظمة مع أمريكا، التي تقوم على الإملاء، والفرض، واستنزاف الطاقات المادية، كريوع، أو{أجور للحماية}، في الوقت الذي تقوم علاقاتها، مع الصين وروسيا، على تبادل المنافع، كشريكين متساويين.
هذه العوامل الثلاثة، خلخلت ميزان العلاقات في المنطقة مع القطب الأمريكي، مما دفع مجتمعات المنطقة، أفراداً ومؤسساتٍ إلى التفكير الجدي، بالخروج من تحت (السيطرة) الغربية، من خلال تحميل أمريكا وقطبها، مسؤولية إثارة النعرات والصراعات، القومية والمذهبية، داخل مجتمعاتنا.
التي أدت إلى ما وصلت إليه الدول العربية من عداوات، وبغضاء، ومن موت، ودمار، من خلال الحروب التي فجرتها، وأشرفت على تنفيذها ولا تزال. كما يحدث الآن في سورية، والعراق، وليبيا، واليمن، والتي أوصلت المنطقة كلها. إلى حالة من الفوضى، والتشتت.
وهذا يجب أن يترتب عليه من حيث النتيجة:
إسقـــــــــــاط الزمن الأمريكي، أو كثر شوكته على الأقل، وتغيير جميع المناخات وتحقيق بعض الانفراجات في المنطقة، بين الدول العربية، ودول المنطقة، وهذا سيؤدي إلى هزيمة حتمية، لعملاء أمريكا، أفراداً، ومؤسسات، والتضييق على اس*را*ئي*ل.
………………والمســــــــــــــتقبل بذلــــــــــــــــك رهيـــــــــــــــن………..