الآن ،
وبعد أن “زُلزلت الأرض زلزالها “
الآن ،
وبعد أن “أخرجت الأرض أثقالها “
الآن ،
وبعد أن سألنا الإنسانية مالَها ،
هل يمكن أن نقول لكم برؤوسنا المطأطأة
“صباح الخير ” ..!
نحن الذين في الضفة الأخرى للمتوسط
في الحقيقة ،
إنما نحن – فقراء الله –
الذين هم في الضفة الأخرى من الإنسانية الخجولة،
نحن ،
-وبعد كل خطايانا فيكم –
نخجل أن نقول لكم “صباح الخير”..
مازلنا نخاف أن تصلكم “صباح الخير” كلعنة خانقة..
ولكن ، لا بأس ..
صباح الخير جورجينا ..!
عَجَنَت حلب الشهباء طين ركامها
وبصقته في وجه العالم كفضيحة ماكرة لن تقشّرها عن وجهه الأيام القادمة الزاهية.. ولا تصريفات اللغو “الإنسانية”..
صباح الخير جورجينا..!
هل مازالت أنّات الأطفال تصدر من تحت ركام الله..؟
وما حال الطفلة التي ناجت عون الانقاذ بكامل الخوف الذي استبطنته الإنسانية منذ سقوطنا على الأرض حتى سقوط الإنسانية من ضمائرنا:
“عمّو بس طلّعني.. وأنا اشتغل عند خدامة طول عمري…”
يا الله ..!
كم عرّتنا هذه الطفلة ..!
كم من العار لحقنا في أنّاتها..!
كم لطمنا رؤوسنا على جدار عهرنا..!
هل تعلمين أنّ مناجاتها ستعذّبنا حتى القيامة.. هل تعلمين ..؟!
هل تعلمين بأنّ الرب سيصفعنا على وجوهنا واحدا واحدا في صفّ انتظار طويل..
سيبصق على وجوهنا فردا .. فردا ويقول لنا :
اللعنة ..!
وهبتكم “الشهباء” .. فصيّرتم “قدودها” بكاء ..!
دعني أتجاسر عليكم لأقول مجدّدا :
صباح الخير جورجينا..
صباح الخير سورية..
عذرا للصوامع المهشّمة التي طالما وصّت الإنسان بالإنسان خيرا..
عذرا للكنائس المخرَّبة التي طالما صدحت:
“المجد لله في الأعالي
وعلى الأرض السلام
وبالناس المَسرَّة “
صباح الخير جورجينا
وهذا طين الرّوح العطوب
ما زال يحتاج فينا الى
أطلس
من السماد .. الروحي …!