فُتاتٌ مِنَ الخُبْزِ يَقتاتُهُ العَابِرُونَ
طِفْلٌ يُوَارَى الثّلوجَ
يَسيرُ إِلَى حَتْفِهِ حَافِيًا
سَرَابٌ عَلى بُعْدِ مِيلٍ ونِصْفٍ
ولا مَاءَ بَيْنَ الضِّفافِ
هُنَاكَ بَصِيصٌ مِنَ الأَمَلِ
لَكِنْ لا يَلوحُ صَدَاهُ
سُؤَالٌ يُبَاغِتُنِي فَجْأة
أتَعْرِفُ أجْدَادَكَ الأوّلينَ؟
أفَقْتُ مِنَ الحُلْمِ أَبْغِي مَدَاهُ
فَلَمْ ألْقَ غَيْرَ السّرَابِ
نَهَضْتُ لأَسْرِي بِخَطوِي
لأصْعَدَ أبْرَاجَ حُلْمِي
أؤوِّلُ مِنْهُ قَمِيصًا تَمَزّقَ يومًا بدربِ الجِياعِ
نَفْسِي تُسابِقُنِي
كَأنّي المَكَانُ
كأنّي الزّمَانُ
وَحِيدًا أشُقّ طَرِيقِي بِلا بَوْصَلَهْ
أمُدّ صَوْتِي في سَجَايَا المَدَى
فَيَرْتَدّ هَمْسًا خَسِيئًا
نَثَرْتُ القَصَائِدَ ضَوْءًا
فَقِيلَ خَيَالٌ ويُنْسَى
أعَدْتُ لَهِيبَ الخَرِيفِ
لأُمْطِرَ مَعْنًى يَسُدّ الفَرَاغَ
أغْمِسُ كَفِّي بِصَرْحِ النِّهَايَاتِ
تَأتِي الحُرُوفُ طَوْعًا
عَسَايَ ألوذُ بِآخِرِ أُمْنِيَةٍ
أُهَيِّأ للرّوحِ أعْشَاشَهَا
وأهْلِي بِكُلِّ القُرَى
لَهُمْ أغْنِيَاتُ الصَّبَاحِ
أغِيبُ, وكَيْفَ الغِيَابُ؟
وَجْهُ المَغِيبِ يُدَارِي فِرَاقَ النّهَارِ
مَتَى تَنْتَهِي قِصّةُ الانْكِسَارِ؟
مَتَى تَسْتَجِيبُ السّمَاوَاتُ؟
بِلادِي كَأنّكِ وَرْدٌ بِثَغْرِ السّمَاءِ
يَسْرِي عَلَى وَجْنَتَيْكِ سَحَابُ
عُيُونِي تَرَى الحُسْنَ, تَعْشَقُهُ
وَحِينَ أرَاكِ يَضِيعُ الجَمَالُ
أعُودُ وأنْتِ الثنَايَا
أتِيهُ وتِيهِي إليْكِ مُحَالُ