يحتفل كل من الأشوريين والسريان والكلدانيين في الأول من نيسان \ ابريل \ من كل عام بعيد ” أكيتو ” الذي يعد من أقدم الأعياد التي عرفتها الحضارات في بلاد الرافدين .
وتشير المصادر التاريخية الى ان السومريين أول من احتفلوا بهذا العيد في 5300 قبل الميلاد ، وكان يتم الاحتفال به باسم ” زاكموك ” مرتين في السنة احداها في الربيع والأخرى في الخريف ، الا ان الساميين الذين سكنوا سوريا والعراق اختاروا اسم ” اكيتو ” لهذا العيد وهذه التسمية تعني بحسب الباحثين اللغويين ” الحياة ” .
ويرى الباحث سلوان ايوب ان بدايات الاحتفال بعيد ” اكيتو ” ترجع الى القرن السادس قبل الميلاد في مدينة اور تحديدا ، ومع اني اختلف معه بتاريخ الاختفال الا اني اوافقه بكون العيد اتخذ طابعا دينيا مقدسا عند البابليين والاشوريين ، وأضيف الى ان الاحتفال لم يكن دينيا بحتا بل زراعيا شعبيا على مستوى العامة حيث يحتفلون بعيد الحصاد في فترة الاعتدال الخريفي حيث يتم حصاد الشعير .
واذا كان الباحثون قد اتفقوا على ان اكيتو هو عيد رأس السنة السورية فإنهم اختلفوا بتسمية هذا اليوم ، ومنهم من يرى ان اكيتو اصلها حجيتو ةتعني الاحتفال ، وربما تكون كلمة الحج التي تداولت عند العرب قد جاءت من هذه اللفظة .
إذ ان كلمة أكيتو كانت تسمى أو تُلفظ عند بعض الساميين “حِجتو” وذلك في اللغة الأكادية والعربية لاحقاً، أما في اللغة السريانية الآرامية فلا تزال كلمة “حج” تعني الاحتفال إلى اليوم.
ونشير الى انه في اللغة البابلية القديمة كانوا يسمون هذا العيد “ريش شاتم”. وعند السريان راش شنتو وتعني : رأس السنة . وفي لغة “السورث” المحكية في العراق وشمال سورية عند الكلدان يلفظونها : “ريش شاتة” أي رأس السنة.
وأما سبب تسمية اليوم الاول من نيسان بعيد الكذب ، فنلفت الى ان هناك دول عديدة تحتفل شعبيا بيوم 1 نيسان على انه يوم الكذب وشخصيا لا ارى مبررا لهذا التقليد الذي بدأ من فرنسا وربما روما سوى محاولة طمس للحضارة السورية ولابعاد فكرة الاحتفال بعيد رأس السنة السورية عن الاذهان .