قرأت مقالاً حول ردّات فعل سلبية تجاه الذكاء الاصطناعي، خصوصاً تطبيقات الدردشة القادرة على التجاوب مع المتفاعلين، تضمن تساؤلات حول أخطار كبيرة قد تنتج عنه، سيما وأن شخصيات معروفة من #سيليكون_فالي طالبت بوقف كل برامج التطوير لستة أشهر على الأقل.
جاء في المقال:
الدردشة مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي هي الترند حالياً في عالم التقنية، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالنسخة المطورة “تشات جي بي تي- 4” التي تم إطلاقها منتصف شهر آذار 2023، وهي التي تتوفر على خصائص جديدة تتعدى بكثير النسخة السابقة.
دعوة لـ #وقف_التطوير
وإن كان التطوّر الكبير في الذكاء الاصطناعي يجلب الاهتمام، خصوصاً قدرته تقديم أجوبة فيها نسب من الدقة، وقدرته كذلك القيام بعدد من المهام البشرية في العديد من المهن، ومن ذلك مهام الكتابة والترجمة والمحاسبة وجمع المعلومات والتحليل المالي وغير ذلك، فإنه في الجانب الآخر يثير مخاوف كبيرة تهدّد الكثير من الناس لا تنتهي عند فقدان وظائفهم.
لا يتوقف خطر الذكاء الاصطناعي على الوظائف فقط، بل هناك تحديات أخلاقية كبيرة بات تصاحبه، فقد شهدنا في آذار الماضي أول حالة وفاة ناجمة عن استخدام تطبيق للدردشة، ووقعت تحديدا في بلجيكا، إذ انتحر باحث ومهتم بالبيئة بعد استخدام مفرط للمحادثة مع منصة #إليزا، إحدى أقدم منصات الذكاء الاصطناعي، وهي معروفة بتقديم المشورة النفسية ودعم الأفراد نفسياً عندما يحتاجون الحديث.
وأكدت زوجة الباحث لوسائل إعلام بلجيكية أن زوجها كان يعيش حياة عادية قبل أن يتحول شغفه بالمجال البيئي إلى قلق مفرط خوفاً على الكوكب من الكوارث التي تنتظره بسبب التغيّر المناخي وما إلى ذلك من الظواهر المناخية السلبية، وأضحى الزوج منعزلاً للغاية، كما بدأ يعتقد أن الحل لن يكون سوى في الذكاء الاصطناعي.
وتتابع أن زوجها بدأ يقضي ساعات مع تطبيق إليزا الذي يجيبه عن أسئلته المتعلقة بالبيئة، حتى تحول الأمر إلى إدمان، ثم اشتد الخطر بعدما صار الزوج يثق تماما بإجابات التطبيق، وبعدها صارت الإجابات حميمية، إذ عثرت الزوجة على جواب من التطبيق يقول فيه للزوج: “سنعيش معاً كشخص واحد في الجنة”، وبأنه “لن يفارقه أبدا”، ما أدى لاحقاً إلى انتحار الزوج.
منظمة اليونسكو من جهتها دعت العالم إلى تطبيق توصية أصدرتها عام 2021 على طرق تطوير هذا الذكاء، تشدد على “إنشاء أداة تشريعية لتنظيم الذكاء الاصطناعي ومراقبته” تضمن كذلك “الأمن الكامل للبيانات الشخصية والحساسة”.