قطُّنا يموءُ قربَ الموقدِ يهُرُ كثيرا
وهو يداعبُ فردةَ حذائي القديم
محدقًا بي ينظرُ إليَّ دونما اكتراثٍ
حزنت لبعضِ الوقت قبل أيامٍ قد نَفَقَ .. يبدو أن عشاءهُ كان جرذٌ مسموما .. لا داعي للقلق ربما أصنعُ من فروهِ قبعةً تحمي سقف رأسي المحشو بالهُراء تقيني بردَ الشتاء ..كم تعيسا حين أراقبُ الرفوفَ المعقوفة منذ زمن بعيد مقوسةٌ يملؤها اليبابُ وبعضٌ من أحلام غورغي المعلقةِ على شجرة البتولا ، وكوابيس كافكا وابتئاسِ تولستوي والكثيرِ من ثرثرات وحدتي اللعينة ، كم يُقلقُني أن أفقدَ حيويتي وأنا الحالمُ برفيقتي المتسامحةِ أن تكبحَ جُموحي تربِتُ على أكتافِ وجعي تهمسُ بأذني وأنا اخطفُ قبلةً من ثغرِها اللدُن أن لا أقلقَ .. أتسمعون خفقَ صدرها عاليا والدموعُ تلامسُ أطرافَ انفعالي الفاترِ حين تُودعني والنشيجُ يغصُّ بي … لا داعي للقلقِ ، يكفي على هدهداتِ العشقِ يندلقُ من عينيها الشِّعرُ وفيرا وأثيرا وأكاذيبَ بريئةً تُثرثرُ بها بأني أجملُ رجلٌ في الدنيا ..
كم أمقتُ أيام العتمة وضوءٌ خافتٌ ينفذُ من كوةِ الشرفةِ يعكسُ ذاك الوجهَ البائسَ بالأنف الذي أمقتهُ أحيانا .. رغم ذلك أحبُّ ظلي والأشياء التي تُومضُ بالظلام بعتمةٍ متيسرةٍ على الدوام حتى في إنبلاجِ النورِ هناك رهبةٌ ، فلا داعي للقلق .. آآهٍ أمي لم تعدْ قادرةً على الكلام يكفي أن تومئ لي أن أطفئ النورَ وأنكفئُ على وجهي ، أعدُّ كم نملةٍ تمرُّ من أمام وسادتي ، مَنْ الأولى التي تحظى بقرص أنفي … لا داعي للقلق ..
حين كنت صغيرا دائما ما تستقبلني بالفزع وأنفي يقطرُ دماً … مشاجراتٌ دائما أنا الخاسرُ فيها ، أُخبِرها سيندملُ كلَّ شيء في الصباح ، لا داعي للقلق ..
كم مؤلم الآن أنزفُ وجعا لواقعٍ أشدُّ مرارة ، كم أمقت القتلة واللصوص ، لربما أقطعُ أذني مثل فان كوخ بفرق واحد أسَمِّرُها على الجدار ، هو محظُ إفتعالٍ وفكرةٍ واهنةٍ طالما تُراودني .. يقينا أننا مغادرون جميعاً بدون تُرهاتِنا ، سأُحاسَبُ مع القتلةِ والأفاكين لأني بأُذنٍ واحدةٍ ، فلا داعي للقلقِ