لأن الطُرق مُغلقة
وأنا بعيد وغريب
اخترت المكوث هكذا، هكذا
كتمثالٍ في شارع
أو وتد في خيمة..
اُفكر بالوصول إلى المدينة قبل القيامة
أو ظهور المسيح..
كُل الطُرق المُغلقة
مفاتيحها لا تتقدم ولا تتأخر،
رُبَّما أمرها مثل السَاعة
هكذا قالت العرّافة..
أين أنا؟ لا أدري
كيف أعبر طريقي إلى النهاية؟
لا أدري..
أعرف أن الحياة تُغرقنا بالتفاهات
ونردد كثيراً بنبرة استحقار:
هي حياة، هي حياة..
أعرف..
وأطوي لحظاتي داخل صندوق مُغلق
هي حياة .. أعرف..
وأن هذا الوجود ليس وطن الإنسان!!
أعرف، أعرف..
تعالوا بكل الوجود
وقفوا في طابور واحد
أنت اصطحب غزالاً
وانت ناراً
وأنت تعال بالسيف والخيمة..
في هذه الميادين تجتمع كائنات الأرض
وهذا الإنسان
الذي نَسيِّ كم حيواناً يُولد منه
يَأكل ويشرب ويتكاثر ويموت
لكنه جبان وأناني
يفتح الباب بنفسه
للحروب والمنازعات
ودوامة الصراع
والجوع والفاقة وسقوط العملة
والاستهتار بحياة الاجيال..
لم يُفكر ابداً أن يمنح عقله لحمامة،
لغرابٍ ضائع
تعالوا بالحمامات اللائي يُحلقن في السماء
تعالوا بعصا الراعي التي يهش بها الغنم
وقد يَضرب بها الذئب ويقتل الثعابين
تعالوا بالشجر ومواسم الأمطار والجفاف
تعالوا بالوجود إن أردتم؛
البحر والمحيط والانهار والغابات
لا تتركوا شيئاً،
ثم اسألوه ما الفائدة من الوجود
إن لم يكن وطن الانسان
وطن الحَمَام
وطن الراعي والذئب
وطن الجميع..