من مكتبتي الالكترونية (63)
79-
نفحة من مآثر أبطال ورجالات سورية خلال الانتداب الفرنسي البغيض
اعداد : د. سمير مخائيل نصير
*- شهادة عدو :
– أشارت العديد من الدراسات التاريخية الفرنسية لمرحلة الاستعمار الفرنسي في بداية القرن الماضي الى أن الاختباء خلف حجة نقل المدنية إلى البلاد العربية نجحت الى حد ما في بلاد المغرب العربي والجزائر بشكل خاص (/125/ عاما). غير أنها لم تنطلي على السوريين, حيث بدأت مقاومة المستعمر الفرنسي في كل مكان منذ اللحظة الأولى.
– ولم يغري السوريون خلال فترة الانتداب البغيضة تغطية الفرنسيين لأهدافهم بإنشاء الوسائل الحضارية كالطرقات والمدارس ومسح الأراضي ومراكز البريد و”الترامواي” وغير ذلك, حيث وصف المؤرخون الأكاديميون الفرنسيون أن الانتداب ظل مرفوضا من الشعب السوري “الشامخ والفخور بوطنيته”. وكان الواضح أن الثورات السورية التي انتشرت في كل مكان لم تحمل أي صفة طائفية أو عرقية.
– في كتاب صدر عن العلاقات السياسية السورية الفرنسية في شهر تشرين الأول /2013/, للكاتبة /ايزابيل فورستوس Isabelle Feuerstoss/ بعنوان:” سورية وفرنسا. رهانات جيوسياسية ودبلوماسية”. تختم الكاتبة برؤيتها لكيفية اعادة ترميم العلاقات الفرنسية السورية, وتبين أنه بالنسبة الى السوريين فان موضوع “الاستقلال الوطني” قضية مبدئية يعرفها الفرنسيون منذ مرحلة الانتداب لأنها تمس أعمق ما فيهم, وبناءا عليها يمكن البدء بإعادة تعريف وبناء جذرية للعلاقات الثنائية بين البلدين.
*- ملحوظة : كتاب السيدة /ايزابيل فورستوس Isabelle Feuerstoss/ , نشرت ملخصا عنه على صفحتي العلمية بتاريخ 30/تشرين الثاني/2013 تحت رقم /7/.
*- سورية “ولادة” بأبطالها : المقاومون السوريون – لمحة خاطفة
– يوسف العظمة (1920-1884): خلال الفترة العثمانية, شارك في الحرب العالمية الأولى كرئيس لأركان حرب الفرقة /25/ العاملة في بلغاريا، وشارك مع القوات الألمانية في ميادين النمسا ومقدونيا ورومانيا وكان موضع ثقة وتقدير قائد الجبهات المارشال “ماكترون” قائد القوى الألمانية المحاربة. وبعد انتهاء الحرب عاد الى دمشق وفي روحه طموحات وطنية مؤمنا أن بإمكان سورية إذا نظمت دولتها وجيشها أن تكون نواة لدولة عربية موحدة كبرى تجمع حولها جميع الأقطار العربية وكان ينادي ببذل النفس والنفيس لإعلاء شأن الوطن مما حدا بالجنرال غورو لأن يشكو منه للأمير فيصل وطالب بإبعاده عن بيروت. ورغم قبول الحكومة السورية لإنذار ومطالب الجنرال غورو الا أنه – وبصفته وزيرا للحربية- استعد لمقاومة الجيش الفرنسي عند دخوله سورية فكانت موقعة ميسلون التي نال فيها شرف الشهادة.
– سلطان باشا الأطرش (1891-1982): القائد العام للثورة السورية الكبرى /1925/ ضد الانتداب الفرنسي، عام /1911/ أعدم العثمانيون والده وعدداً من زعماء جبل العرب مع من أُعدم من الأحرار. حكم عليه الفرنسيون بالإعدام وهدموا بيته. عرف بوطنيته و شجاعته و رفضه لتجزئة سورية عندما عرض عليه الفرنسيون بلدا مستقلة في محافظة السويداء عام /1921/.
– إبراهيم هنانو (1869ـ1935): قاوم الفرنسيين من العام /1919/ عندما احتلوا انطاكية, وبعد معركة ميسلون وسّع نطاق ثورته واتخذ من جبل الزاوية قاعدة له.
– الشيخ صالح العلي (1885-1950): عام /1918/ اصطدم مع الأتراك خلال الثورة العربية الكبرى. عام /1919/تمرد على الفرنسيين بعد نزولهم على الساحل السوري، واشتبك معهم في عدة معارك. حكمت السلطات الفرنسية عليه بالإعدام.
– سعيد العاص (1882-1936): عام /1920/ شارك في القتال ضد الفرنسيين كما شارك في ثورة عام /1925/ وفي الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال البريطاني واستشهد قرب بلدة الخضر بقضاء بيت لحم. كتب كراريس عن وقائع الثورة السورية وأعلامها.
– فوزي القاوقجي (1890-1977): ولد في طرابلس. خلال الانتداب عمل آمراً لسرية الخيالة في حماة ومعاوناً للمستشار الفرنسي، لكنه كان يعد سراً للمشاركة في ثورة /1925/ وقاد الثوار في غوطة دمشق.
– حسن الخراط (1875-1925): كان أحد قادة الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي، وشارك في معارك عديدة، منها معركة الزور الأولى والنبك و الشام. جرح في معركة الزور الثانية في تشرين الأول /1925/، واستشهد في معركة يلدة في كانون الأول من العام نفسه.
– رشيد بقدونس (1875-1943): شارك في عمليات المقاومة ضد الفرنسيين فاعتقل وحكم عليه بالسجن والنفي، إلا أنه هرب إلى الأردن وفلسطين، وعمل فيهما بالتدريس.
– احمد مريود (1886-1926): قاد من الجولان ثورة ضد الفرنسيين، فحكموا عليه بالإعدام. شن حرب عصابات عليهم انطلاقاً من الأردن. اضطر للمغادرة إلى الحجاز ثم إلى العراق بعد الهجوم السعودي على الطائف. عاد إلى سوريا بعد اندلاع الثورة السورية الكبرى، التي شارك فيها بفعالية. قاد عدة معارك في الجولان حتى تمكنت القوات الفرنسية من محاصرة منزله واستشهد مع عدد من رفاقه في /1926/05/30/.
– محمد الاشمر (1894-1960): ساهم بالإعداد للثورة السورية الكبرى, وقاد الثوار في عدد من المعارك الناجحة في غوطة دمشق كما شارك عام /1936/ في الثورة الكبرى في فلسطين ضد القوات البريطانية.
– عادل أرسلان (1887-1954): من قادة مقاومة الاحتلال الفرنسي. انضم الى الثورة السورية الكبرى وحكم عليه غيابياً بالإعدام.
– رشيد طليع (1876-1926): من “لبنان”. عمل موظفاً حكومياً في عدة مناطق بسورية, فضل الاستقالة وانضم الى الثورة السورية الكبرى. خاض عدة معارك ضد الفرنسيين كان أهمها معركة قرية الشبكي التي أصيب فيها واستشهد في أيلول /1926/.
*- سورية ولادة برجالاتها : السياسيون السوريون– لمحة خاطفة
– هاشم الأتاسي (1875-1960): من طليعة المناضلين ضد الانتداب، سجن عام /1936/ في جزيرة أرواد /4/ أشهر. ترأس الوفد السوري إلى مفاوضات باريس ووقع معاهدة مع فرنسا اعترفت فيها لأول مرة باستقلال سورية. انتخب رئيساً للجمهورية في نفس العام وبقي في المنصب حتى عام /1939/ حين استقال لعدم التزام الفرنسيين ببنود المعاهدة.
– سعد الله الجابري (1891-1948): أحد زعماء الثورة السورية الكبرى, ثار ضد الفرنسيين بعد احتلالهم لسورية وأقام حكومة وطنية في شمالها فاعتقل وأرغم على الإقامة في لبنان. وعاد إلى سورية ثانية فاعتقل وسجن في حماة. اشترك مع الوفد السوري المفاوض في باريس عام /1936/.
– فخري البارودي (1887-1966): عمل بالصحافة واشتغل مع محمد كرد علي في تحرير جريدة
“المقتبس”. عارض الاستعمار الفرنسي ولقب ڊ”زعيم الشباب”. نفته السلطات الفرنسية عن دمشق، ثم أعيد إليها بسبب المعارضة الشعبية. جرح أثناء العدوان الفرنسي على قلعة دمشق عام 1945. كتب الشعر والأناشيد الوطنية وأشهرها نشيد : “بلاد العرب أوطاني…”.
– فارس الخوري (1962-1877) : أسموه في مجلس الأمن ڊ”شيخ السياسة العربية”. سجنه العثمانيون في خان الباشا بدمشق في عهد جمال باشا، مع عدد كبير من أهم رجالات سورية آنذاك، وفيما عرف بالقافلة الثالثة من المعتقلين، بعد القافلتين الأولى والثانية التي أعدم جمال باشا معظم رجالاتها عام /1916/. كان وزيرا للمالية في الوزارة التي كان فيها يوسف العظمة وزيرا للحربية. خلال الانتداب نفي الى جزيرة أرواد عام /1925/, واعتقل ونفي الى الحسكة ثم الى بلدة دوما في لبنان عام /1928/ ومثل سورية في اجتماع توقيع ميثاق جامعة الدول العربية في آذار /1945/..
– شكري القوتلي (1892-1967): نزح مع عدد من القادة الوطنيين إلى مصر بعد دخول الفرنسيين، الذين أصدروا عليهم أحكاماً بالإعدام ألغيت سنة /1924/ فعاد إلى دمشق. صدر عليه حكم الإعدام مجدداً عام /1925/ بسبب دوره في الثورة السورية الكبرى. انتخب رئيساً للجمهورية السورية في /1943/08/17/ بعد الاعتراف باستقلال سورية. تميزت فترة حكمه بمشاريع التنمية التي بدأت بعد الاستقلال التام عام /1946/.
– عبد الرحمن الشهبندر (1879-1940) : طبيب من الجامعة الأمريكية ببيروت. انضم للثورة السوريّة في جبل العرب، ليضطرّ بعدها للهروب خارج سورية حيث صدر بحقه غيابيًّا حكم بالإعدام. ألغي الحكم لاحقًا ليعود إلى دمشق عام /1937/ ويبدأ بمعارضة المعاهدة السورية الفرنسية. اغتيل عام /1940/.
– جميل مردم (1893-1960): التحق بالمقاومة خلال الثورة السورية الكبرى. لجأ إلى فلسطين بعدما حكمت عليه فرنسا بالإعدام. سلمه الإنكليز إلى فرنسا التي نفته إلى جزيرة أرواد. كان أحد أعضاء الوفد السوري إلى مفاوضات باريس حول الاستقلال. فرضت عليه الإقامة الجبرية بتهمة التحريض خلال إضراب دمشق عام /1936/.
– نجيب الريس (1898-1952) : أطلق بدمشق جريدته “القبس” في عام /1928/ وكانت لسان حال الحركة الوطنية في سورية. عرف بصقر الصحافة السورية وكان شاهدا على مآسي الوطن التي كان يرتكبها المستعمر فقام مع عدد من الوطنيين بتنظيم المظاهرات ضد المستعمر مطالبين بجلاء قواته فكان بين الفينة والأخرى قيد الاعتقال أو السجن, فأول مرة دخل فيها السجن كان سجن أرواد وكان لا يتجاوز العشرين من العمر وفي سجن أرواد نظم قصيدته الرائعة : ” يا ظلام السجن خيم …”.
– عبد الرحمن الكيالي (1887-1969): طبيب في الجامعة الأمريكية ببيروت. بعد الاحتلال الفرنسي, اشترك في تأسيس الكتلة الوطنية مع ابراهيم هنانو وهاشم الأتاسي وشكري القوتلي وسعد الله الجابري وفارس الخوري, حيث قادت الكتلة الوطنية العمل السياسي المعارض للانتداب والمطالب بالاستقلال حتى تم الجلاء.
– فوزي الغزي (1891-1929) : واضع الدستور السوري الأول الذي أقره مجلس النواب في /1928/04/07/ . كان معارضاً للفرنسيين، فسجن ونفي إلى جزيرة أرواد.
– لطفي الحفار (1885-1968): ساهم في تأسيس الكتلة الوطنية ونفي مع بقية أعضاء الحكومة من دمشق إلى الحسكة بعد خلاف مع سلطات الانتداب الفرنسي عام /1928/. يعد صاحب مشروع جر مياه الشرب النظيفة من نبع عين الفيجة إلى دمشق، والذي اكتمل عام /1932/.
*- ختاما… عذرا أصدقائي اذا أغفلت سهوا ذكر البعض الآخر من أبطال سورية ورجالاتها…
*- أصدقائي… أخوتي في الوطن… لا تخافوا على سورية… سورية دوما وأبدا ولادة بأبطالها ورجالاتها.

كل التفاعلات:
Samir Nseirr، وNasser AL-Ojaily و٢٧ شخصًا آخر