الإلهة عناة..التي تتمتعت في الأدب الأوغاريتي بجمال آخاذ يأخذ بمجامع القلوب ..وبأسر الأفئدة
لقد صورت لنا الملاحم والأساطير الأوغاريتية المرأة بكثير من الأعجاب والمحبة …وقد أعتبرت الإلهة عناة من اهم آلهة الخصب في مجمع الآلهة الأوغاريتي ..وانتشرت عبادتها وتقديسها ليس على الأرض السورية بل عمت منطقة الشرق القديم كافة ..
ولكن بأسماء مختلفة ..وقد وصلت عبادتها من الأرض الكنعانية الى الأرض المصرية وتصدرت مجمع الآلهة المصري ..
وكانت توصف بسيدة السماء وعشيقة الآلهة ..وقد أغرم بها فراعنة مصر مع عشتارات [مجنة الحامي ] واستمرت عبادة عناة ربة الحصب الكنعانية في مصر حتى العصر الهيلنستي وأصبح أسمها مرادفاً للإلهة المصرية [هاتور ..أو حتحر]..
وتختفي عناة باسمها هذا من مسرح الأحداث الكهنونتي بعد أن تصدرت المجمع الطقسي للآلهة المصرية طيلة ألف عام لتظهر بعد ئذ بأسماء آلهات خصب أخرى امتزجت معها..
وتتمتع عناة في الأدب الأوغاريتي بجمال آخاذ يأخذ بمجامع القلوب وياسر الأفئدة ..ويتغنى بجمالها العاشقون..
وأهم ما حدثتنا عنه قصائد أوغاريت هي رسالة للإله بعل ..يدعو فيه لسلام على الأرض ويأمر بالابتعاد عن السلاح وتعميم المحبة والإخاء والعيش المشترك وتبني لغة الحوار والإنفتاح على الآخر..
لقد وصلت هذه الرسالة الى كل اصقاع العالم ..وهي رسالة الشجرة ووشوشة البحر وهمس السموات مع الأرض ..إنها الرسالة التي تعلّم الانسان أن يعمّر الأرض بكاملها ..رسالة بعل المنتصر الشهم بقوله متحدثاً عن الإلهة عناة بقوله:
“على صدرها تضع المرجان..
إشارة لتقوى المنتصر بعل ..
وعودة بدرية ابنة الرطوبة
وإشارة لحب طليّة ابنة الندى
ولتقوى رضيّة ابنة العالم الرحب..
كلمة أعيدها عليك
إنها رسالة الشجرة
ووشوشة البحر
وهمس السموات مع البحر
وليعلم جميع سكان الأرض الرسالة ..
وطبعاً تصل الرسالة الى الإلهة عناة التي تجيب عليها ..
ساضع في الأرض خبزاً..
وساضع في الأرض لقاحاً
وفي الأرض قربان السلام ..”
وقد وصفت عناة في النصوص الأوغاريتية على شكل [ب.ت.ل ] [ر.ح.م ] أي عناة البتول وعناة الرحم ..والصفة الثانية الرحم المقصود رحم المراة [حوض المرأة]..الذي يحضن الجنين في جوفه قبل ان يرى نور الحياة ..
ومنه أشتقت كل معاني الخير المتعلقة بالرأفة والشفقة والحنان ..مثل الرحمة والرحيم والأرحام…
.
أوغاريت هي منّا ونحن منها ..
..عاشق اوغاريت ..غسان القيّم.