زحمة الهاربين ، وهروب الارهابيين ، والعازلة ، وحزبه المفكك
ثلاثة منها حلها بالتعاون مع سورية ، والرابعة المستقبل كفيل بها
ـ( 1 ) ــــــالمحامي محمد محسن
ليس كل ما يصرح به ، أو يظهر به ، رئيس ما : ( كأردوغان ، ونتن ياهو ) يعبر بدقة عن واقع ذاك الرئيس ، العسكري ــــ الاجتماعي ، وحتى النفسي ، لأنه من غير الممكن أن يصرح رئيس ما على أنه في مأزق ، فكيف إذا كان في مآزق ، بل لابد وأن يحاول الأخذ من الضعف قوة ، وأن يقوم ببعض الأفعال غير المتوافقة مع المألوف ، ( كضربات نتن ياهو في كل المناحي ، وصراخ وتهديدات أردوغان ) .
وأنا لا ألوم أردوغان لأنه أوصل نفسه إلى عنق الزجاجة ، وهو ( يبلعط ) للخروج منها فكيف السبيل ؟؟
أولاً ـــ زحمــــة الهــــاربين الارهابيــــين مــــع المقيــــمين ؟؟
موجة من السوريين استقبلتهم تركيا عند نشوب الحرب ، حتى أنها شجعت فرارهم وهيأت لهم المخيمات ، تقديراً ، وتحسباً ، لذلك قبل الحرب بأيام ، حاول أردوغان الاستقواء بهم ، والظهور بمظهر الحاني ، والمعين لهم ، قطعان من الاخونج القادمين إلى أرض الخلافة ، وقطعان من العملاء الذين اتخذوا من أنقرة أرض ازدلاف ، ومنها يتوزعون إلى الدول التي تُشَغْلُهم ، يضاف إليهم قطعان من الانتهازيين الانتظاريين ( من الصفاعنة ، والمثقفين القشريين ) ، الحالمين بالعودة للامساك بمواقع السلطة في سورية ، كما مناهم أردوغان عندما قال بأنه ( سيصلي في الجامع الأموي ) .
هذه القطعان التي استقبلت بمودة ، هي الآن باتت منبوذة ومحل كراهية من المجتمع التركي ، ويحملون أردوغان تبعاتها السلبية ، وقد تكون ساهمت بفشله في انتخابات البلدية .
فكيف إذا أضيف لهذه القطعان الملعونة ، قطعان أخرى غفيرة من الإرهابيين وأهليهم ، الهاربين من جحيم نار الجيش العربي السوري في ادلب وغيرها ؟ ، الذي راح الاعلام التركي يخيف أوروبا من زحوف هؤلاء المهاجرين ، قبل حدوثها .
لذلك كانت مصلحة أردوغان المؤكدة ، البحث عن حلول مع سورية ، عن طريق روسيا .
والحل كامن في حلين لا ثالث لهما ،
1 ـــ أن تأخذ تركيا ( ارهابييها ) وتعيدهم إلى الدول التي استقدمتهم منها .
2ـــ ثم تتعاون مع سورية على تصفية الباقين قتلاً ، أو تسليماً .
من هنا يجب أن نقرأ هرطقات أردوغان ووزير خارجيته ، فمصلحة تركيا بدون أي ريب أو شك ، تكمن في اتفاقها مع سورية لحل هذه المعضلة .
ومن هنا يجب أن نقرأ ايضاً : رغبة تركيا تأجيل المعركة ، لعلها تجد حلاً ، فيه أقل الخسائر لها . ولكن هذه المهل لن تدوم طويلاً بل هي فسحة انتظاراً لحل قد يكون أقل الخسائر ، فلا أحد في العالم يستطيع أن يشكك بقدرة الجيش العربي السوري على تحرير ادلب بالكامل . ولذلك علينا اعطاء قيادة الجيش مع الحلفاء الحق باتخاذ قرار الحل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالحلقة الثانية [ المنطقة العازلة ]ــــ