المحامي محمد محسن
لا أعتقد أن خبيراً عسكرياً واحداً ، أو سياسياً مخضرماً ، وحتى ترامب ، ونتنياهو، وأردوغان ، ( والجولاني ذاته ) بقادرٍ على التشكيك بقدرة الجيش العربي السوري على تحرير إدلب ، وجوارها ، خلال مهلة ليست طويلة ، لأن من حرر غالبية الأراضي السورية لن تقف أمامه بؤرة مهما كانت عصية وصعبة .
كما لا أعتقد أن أحداً يمكن أن يجنح إلى أن أردوغان له أطماع في ادلب وغيرها ، لأن هذا ليس بوارد تفكير أردوغان ذاته ، لافي ادلب ، ولا في المنطقة العازلة ، ولا في غيرهما ، لأن ذلك بات من العصر القديم ، عندما كانت الدول تحتل أراضي الغير بالقوة ، ولا يقبلها عقل عاقل لأنها من المستحيلات .
………….إذن ما هي المسألة ؟؟ وما هو العائق ؟؟
مسألة واحدة تلجأ سورية للتمهل بقرار الحسم ، ألا وهي رغبة الجيش في التقليل من الضحايا المدنيين ، وتفادي الدمار قدر المستطاع ، أما الباقي فلا شأن لسورية فيه .
الباقي كله يتعلق بتركيا …. أي أن تركيا تسترضي سورية ـــ نعم تسترضي سورية ـــ من خلال روسيا ، لمساعدتها في حل هذه المعضلة المخيفة بالنسبة لها .
…………………………………كيـــــــــــــــــــــف ؟؟
تؤكد لكل ذي بصيرة ( مراكز المراقبة التركية ) المنتشرة في عمق المناطق التي يسيطر عليها الارهابيون ، أن الجيش التركي وبعض الارهابيين حلفاء ، أي أن تركيا هي التي ربت ، وسلحت ، ومولت واستثمرت فيهم ، وهي الآن عليها أن تقوم بدور من ( طلع الحمار على الشجرة عليه تنزيله ) .
فأمام تركيا نوعين من الارهابيين :
1ـــ صديق استثمر فيه ( من الاخونج أو من شابههم ) ، وهو الآن محاصر ومهدد بالقتل من الجيش العربي السوري ، لذلك له الحق مطالبة من عمل لصالحه ، ايجاد الحل له .
من هنا حيرة أردوغان لأنه محكوم بحلين :
ـــ تسفيرهم إلى حيث أتوا ، وهذه فيها صعوبات كبيرة ، قد لا يستطيع تنفيذها ، لعدم قبولهم من دولهم التي قدموا منها .
ـــ الاشتراك مع سورية للقضاء عليهم ، وإلا فتركيا أرض الازدلاف ، وهنا الرعب الذي يتملك أردوغان .
2 ـــ ارهابيون ( وهابيون ومن شاكلهم ) ، فهؤلاء أعداء أردوغان مذهببياً ، وبالتالي ان هربوا من مواجهة الجيش العربي السوري ، سيشكلون وبالاً على تركيا ، وعلى الدول الاسلامية أو الأوروبية ، التي سيفرون إليها ، حيث يشكلون خمائر لحركات ارهابية في مأويهم .
لذلك لا حل لتركيا ، ولا للغرب ، ولا حتى لروسيا ، إلا المساهمة في قبرهم في سورية ، من هنا يمكن أن نفهم الضربة الأمريكية ، مع غايات أخرى .
ومن هنا أيضاً يمكن أن نعلل سبب التأخر ، والتمهل ، في متابعة تحرير ادلب وجوارها ، ولكن نثق أن الوقت بات ضاغطاً على الجانب السوري ، وحلفائه .
……………لمـــــــــــاذا تأخـــــــــــــر تحـــــــــــرير ادلـــــــــــــب ؟؟\ـ