صهيب السيد ذاكر
تخميس أبيات من قصيدة
ﻟﻺﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺴﻼﻡ الله و رضوانه
فيها الحكمة
قلبي يريد من الزمان أمانه
فيحار كيف يشط فيه مكانه
لا تبك عمرا قد نساك بيانه
وﺩَﻉِ ﺍﻟﺼِّﺒﺎ ﻓﻠﻘﺪْ ﻋﺪﺍﻙَ ﺯﻣﺎﻧُﻪُ
ﻭﺍﺯﻫَﺪْ ﻓﻌُﻤﺮُﻙَ ﻣﺮَّ ﻣﻨﻪُ ﺍﻷﻃﻴَـﺐُ
كم قد سكبت من الدموع بلوعة
و مشيت دربا قد حسبت بروعة
أشعلت شمعك كم حرقت بشمعة
ﺫﻫﺐَ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏُ ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦْ ﻋﻮﺩﺓٍ
ﻭﺃﺗَﻰ ﺍﻟﻤﺸﻴﺐُ ﻓﺄﻳﻦَ ﻣﻨﻪُ ﺍﻟﻤَﻬﺮﺏُ
كالنار شوقك في فؤادك ما خبا
طفلا بفرحة أهله يوما حبا
و أتاك شيب عن رحيلك بالنبا
ﺩَﻉْ ﻋﻨﻚَ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻛﺎﻥَ ﻓﻲ ﺯﻣﻦِ ﺍﻟﺼِّﺒﺎ
ﻭﺍﺫﻛُﺮ ﺫﻧﻮﺑَﻚَ ﻭﺍﺑﻜﻬﺎ ﻳﺎ ﻣﺬﻧﺐ
هل عاد يومك يوم أنت بكيته
أو جف ما قد كنت قبل رويته
سوء على بعد الزمان رميته
ﻟﻢ ﻳﻨﺴَـﻪُ ﺍﻟﻤﻠَﻜـﺎﻥِ ﺣﻴـﻦَ ﻧﺴﻴﺘَـﻪُ
ﺑـﻞ ﺃﺛﺒﺘـﺎﻩُ ﻭﺃﻧـﺖَ ﻻﻩٍ ﺗﻠﻌـﺐُ
دنياك عما في غد غلبتها
شهوات نفسك انت ما حرمتها
وبغيها بين الورى أبديتها
ﻭﺍﻟﺮُّﻭﺡُ ﻓﻴﻚَ ﻭﺩﻳﻌـﺔٌ ﺃﻭﺩﻋﺘَﻬـﺎ
ﺳﺘَﺮﺩُّﻫﺎ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢِ ﻣﻨﻚَ ﻭﺗُﺴﻠَـﺐُ
روح و نفس قد بنيت شقاهما
و على سعير قد رضيت سواهما
لم تبغ فيما قد صنعت علاهما
ﻭﺍﻟﻠﻴﻞُ ﻓﺎﻋﻠـﻢْ ﻭﺍﻟﻨﻬـﺎﺭُ ﻛﻼﻫﻤـﺎ
ﺃﻧﻔﺎﺳُﻨـﺎ ﻓﻴﻬـﺎ ﺗُﻌـﺪُّ ﻭﺗُﺤﺴـﺐُ
هل تدري فيم أنت كنت صنعته
و على ضعيف ما يهون رفعته
كم من فقير في غناك خدعته
ﻭﺟﻤﻴﻊُ ﻣـﺎ ﺧﻠَّﻔﺘَـﻪُ ﻭﺟﻤﻌﺘَـﻪُ
ﺣﻘﺎً ﻳَﻘﻴﻨﺎً ﺑﻌـﺪَ ﻣﻮﺗِـﻚَ ﻳﻨﻬﺐ
كم كنت تكره من حياتك ساعة
فيها خسرت تجارة و بضاعة
تمضي سنينا في الشقا طماعة
ﻭﺍﻗﻨﻊ ﻓﻔﻲ ﺑﻌﺾِ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔِ ﺭﺍﺣﺔٌ
ﻭﺍﻟﻴﺄﺱُ ﻣﻤّﺎ ﻓﺎﺕَ ﻓﻬﻮَ ﺍﻟﻤَﻄْﻠـﺐُ
لا تأس ممن قد تطاول بعده
و يغيب عنك إذا تعاظم سعده
لا تأمنن به فترمي نرده
ﺇﻥَّ ﺍﻟﻌﺪﻭُّ ﻭﺇﻥْ ﺗﻘﺎﺩَﻡَ ﻋﻬـﺪُﻩُ
ﻓﺎﻟﺤﻘﺪُ ﺑﺎﻕٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺼُّﺪﻭﺭِ ﻣُﻐَّﻴﺐُ
يأتيك في وجه بهي مشرقا
و لما يسوؤك مبعدا أو محرقا
يروي حكايات الوفاء تمنطقا
ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﺼَّﺪﻳـﻖٌ ﻟﻘﻴﺘَـﻪُ ﻣُﺘﻤﻠِّﻘـﺎً
ﻓﻬـﻮَ ﺍﻟﻌـﺪﻭُّ ﻭﺣـﻘُّـﻪُ ﻳُﺘﺠـﻨَّـﺐُ
ينسل عنك لكل حال مقلق
ويسير فيك بكل درب مغلق
لا يرتوي من منهج أو منطق
ﻻ ﺧﻴﺮَ ﻓﻲ ﻭﺩِّ ﺍﻣـﺮﻱﺀٍ ﻣُﺘﻤﻠِّـﻖٍ
ﺣُﻠـﻮِ ﺍﻟﻠﺴـﺎﻥِ ﻭﻗﻠﺒـﻪُ ﻳﺘﻠﻬَّـﺐُ
يكسى بكل العنفون مهابة
و يجود بالأقوال منه عناية
يطوي بكل المكرمات جناية
ﻳُﻌﻄﻴﻚَ ﻣﻦ ﻃَﺮَﻑِ ﺍﻟﻠِّﺴﺎﻥِ ﺣﻼﻭﺓً
ﻭﻳَﺮﻭﻍُ ﻣﻨﻚَ ﻛﻤـﺎ ﻳـﺮﻭﻍُ ﺍﻟﺜّﻌﻠـﺐُ
في سيره يبدي كمالا فنه
في بهجة يأتي و يضحك سنه
وجه بصفرته يعانق منّه
ﻭﺍﺣﺬﺭْ ﻣُﺼﺎﺣﺒﺔَ ﺍﻟﻠﺌﻴﻢ ﻓﺈﻧّﻪُ
ﻳُﻌﺪﻱ ﻛﻤﺎ ﻳُﻌﺪﻱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢَ ﺍﻷﺟﺮﺏُ
لا تبد في أمر البرية عائبا
أو عن طريق الحق أنت مجانبا
و أعط الحقوق مجافيا و مصاحبا
ﻭﺍﺣﺬﺭْ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡِ ﺳَﻬﻤﺎً ﺻﺎﺋﺒﺎً
ﻭﺍﻋﻠـﻢْ ﺑـﺄﻥَّ ﺩﻋـﺎﺀَﻩُ ﻻ ﻳُﺤﺠَـﺐُ