عن ماذا سيتمخض مؤتمـر أنقـرة الثلاثي ، فالـزمن ضـاق علـى أردوغـان
سيكون وضعه في أنقرة ، كمن يتـرجى حلاً ، فما بعـد أنقرة ليس كما قبلها
أردوغان في مآزق وجودية ، ودرب خلاصه يمر من دمشق ، عبر روسيا
المحامي محمد محسن
……………تخيلوا الاخونج لايزالون يطالبون بعودة العثمانية …………
ذكرتني المظاهرة التي قام بها الاخوان المسلمون في طرابلس الشام منذ ايام ، ورفعوا فيها العلم التركي ، وصورة السلطان سليم ، ونادوا بعودة السلطنة العثمانية ، ذكرتني بمن ( يذهب إلى العيد والناس راجعة ) ، كما أن هزالها وعدد المشاركين فيها ، يذكرني ايضاً بانتهاء موسم التين ، حيث تبقى بعض ( التينات ) المتفرقة ، والمتخفية ، والتي جف ماؤها وتنتظر السقوط .
نعم انتهى موسم ( حزب الاخوان المسلمين ) ، الحركة السياسية الأم ، التي صنعته بريطانيا ليكون ( ممثلاً لله على الأرض ) ، وبانتهائه سيصيب جميع الحركات الفرعية الاسلامية اليباس ، بما فيها حزب أردوغان ، أما في سورية فسيستأصلون كمرض خبيث من جذورهم ، ويرمون في مزابل التاريخ ، مرض أصاب الأمة فأوهنها قرابة قرن .
أما تركيا أردوغان ( أرض السلطنة المغدورة ) ، فلقد استقبلت الاخونج ومن شابههم في التكفير والتزمت ، قبل انطلاق شرارة ( حرب الربيع العربي ) ، وبعده ، ( كطلائع تبشر بالربيع العثماني القادم ) حيث استقبلوا استقبال الرفاق ، المبايعين بعودة السلطنة إلى تركيا الأم .
تضاعف الأمل لدى أردوغان بعد مجيئ ( مرسي العياط الاخواني ) رئيساً لمصر ، عندها أعلن أنه سيصلي في الجامع الأموي بدمشق ، متأكداً من أنه سيتم تنصيبه سلطاناً من هناك .
سقط ( العياط ) وسقطت معه ( الصيحة الأخيرة للإخونج في رابعة ) ، عندها أُسْقِطَ أردوغان في يده ، ووصل حد الحيرة ، وبخاصة بعد الضربة القاضية للاخونج في سورية .
… مصير الاخونج الذين جاؤوا مبايعين بالسلطنة في أنقرة ؟؟
أولئك الإخونج ومن رافقهم من الانتظاريين الانتهازيين ، والعملاء ، الذين فاق عددهم عن / 3 / ملايين ( ضيف متغطرس ) ، والذين ملؤا المدن التركية الكبرى ، أصبحوا الآن لعنة على أردوغان وحزبه ، وتتزايد هذه اللعنة بتزايد المشاعر السلبية التركية تجاههم ، فما هو فاعل بهم ، فسورية باتت حرام عليهم بعد أن خانوها ، وساهموا بتدميرها ، لذلك هو يهدد بهم أوروبا ، وهذه معضلته الأولى ، التي سيتم بحثها في مؤتمر أنقرة .
……… الموضوع الثاني كيفية حل موضوع ارهابي ادلب .
الموضوع الملح الذي يؤرق أردوغان أيضاً ( كيفية الخلاص من الارهابيين في ادلب ، بنوعيهما ” الصديق ” و ” المجافي ” ) الصديق الذي قام أردوغان بتجميعه ، وتأهيله ، واستثماره ، في قتل السوريين ، هو العقدة التي يحار أردوغان في التعامل معها الآن ، هو ليس بقادر على اعادتهم إلى بلدانهم ، لرفض تلك البلدان استقبالهم ، وإن عادوا إلى تركيا مهزومين ، فسيشكلون خطراً على تركيا ذاتها ، التي شكلت البيئة الحاضنة لهم ، وهذه المسألة ستأخذ الحيز الأكبر من الحوار ، أما الارهابيون الآخرون (المجافين للاخونج ) فليسوا مشكلة ، لأن أردوغان على استعداد للتعاون مع الجيش العربي السوري لسحقهم ، حتى لا يفرون إلى تركيا ، ولكن الفسحة الزمنية لتحرير إدلب باتت ضاغطة على أردوغان .
………………تبقى مشكـــــلة الانفصــاليـــــين الأكــــــراد ؟؟
فكل من يعتقد أنها عصية على الحل هو واهم ، فأمريكا ليست باقية فسترحل ( بالقوة أو بالمروة ) ، فهي تستثمر فيهم في التآمر والتضييق على الدول التي يساكنونها ، وتناور بهم ، هؤلاء الانفصاليين العملاء سيغلق حتى مجال الحياة أمامهم ، لأنهم باتوا أعداءً للدول الأربع ، لذلك من البدهي أن تتعاون هذه الدول ضدهم ، على كل الأصعدة العسكرية والسياسية .
وأردوغان يعلم أن حل مشكلتهم ، في يد الجيش العربي السوري ، فهو وحده القادر لسحقهم ، ولحماية الحدود منهم وإليهم ، لذلك سيكون أردوغان ومن يأت بعده مضطر للتعاون مع سورية لحل هذه المشكلة .
أما موضوع سحقهم فهو مؤجل إلى ما بعد إدلب ، فعلى الكل أن يعلم ، اصدقاءً وأعداءً ، أن ما بعد إدلب ليس كما قبله .
……………..أمــــــــــا اللجـــــــــــنة الدستـــــــــــــورية .
فلو شكلت اللجنة الدستورية برئاسة ( رئيس الوزراء الأسبق الذي باع نفسه بحفنة من الدولارات ) ، فلا تخيف المواطن الملتزم ، لأن شعبنا وحده صاحب القرار ، في تبني أي دستور .
نعم سيستعجل مؤتمر أنقرة بحل المسائل الأربعة .