“دمشق بعيون سائح”
اعداد : د. سمير ميخائيل نصير
*- خلال بحثي عن كتب ومراجع تتحدث عن تاريخ سورية وحاضرها (وقد بلغ عددها باللغة الفرنسية حتى الآن أكثر من 300)… صادفتني عدة منشورات وكتب ذات طابع “الدليل السياحي”, وقد اخترت للكتابة اليوم عن البعض منها.
*- أحدث اصدار كان في شهر تموز الماضي, وهو منشور بعدد من الصفحات 25, تحت عنوان : سورية – غمزة عين… وقد ركز المنشور على بصرى وصيدنايا ومعلولا وقلاع وأوابد المنطقة الساحلية ومذكرا بالأوابد الأثرية الهامة الأخرى كتدمر وماري وايبلا منوها بصعوبة أو عدم امكانية السفر اليها.
*- نستخلص من الكتب والمنشورات, أنه منذ عام 2000, انصب اهتمام كبير وملفت للسياحة في سورية… واليكم ما تضمنته بعض الكتب (الدليل) :
1- الدليل الأزرق – سورية :
*- الدليل اعيد نشره 5 مرات, معدلا في كل طبعة بمعلومات جديدة, وذلك في الأعوام 1999/ 2004/ 2005/ 2009/ 2011.
*- الدليل شكل كتابا ضخما غنيا بالخرائط والصور والعناوين والشرح المفصل الخ…. وقد بلغ عدد صفحاته 512 صفحة!!!
– ورد في مقدمة هذا الدليل :
– سورية عالم غزير بالمدن الأثرية والنابضة بالحياة وبالواحات والصحراء والجبال الحراجية.
– المدن تجمع عراقة التاريخ وحداثة الحاضر, وأجمل ما فيها عظمة بقايا أوابدها الأثرية وأسواقها القديمة المعطرة.
– يمنحك الدليل الأزرق رؤية مقاربات للتاريخ الألفي لسوريا البابلية، الهلنستية، الرومانية، البيزنطية، الاسلامية والوطنية.
– زيارة دمشق والمواقع الأثرية المحيطة بها (بصرى) والأماكن الأولى للمسيحية في كل مكان, وحلب التجارة بأسواقها الرائعة, لابد من زيارتها لتشعر بدهشة استثنائية… ناهيك عن البقايا الأثرية الكثيفة في وادي العاصي ككنيسة القديس سمعان وقلاع المناطق الساحلية وتدمر في قلب الصحراء التي ترى فيها أجمل غروب للشمس.
– سورية, بالسمات العظيمة لتاريخها الممتد الى اليوم, أجمل مسرد للفن والتاريخ.
2- الدليل : سورية, الأردن, لبنان :
*- نشر عام 2002 وبلغ عدد صفحاته 120 صفحة.
*- ورد في مقدمة هذا الدليل :
– سورية هي واحدة من أقدم الدول في الشرق الأوسط.
– بعيدا عن الكليشيهات الإرهابية، فإن الشعب السوري معروف للمسافرين بكرم ضيافته ولطفه الشديد.
– السرقة والجنوح من الآفات التي لا وجود لها تقريبًا، يمكن للمرء السفر في البلاد بأمان.
– السياحة في سورية حالة استثنائية, وبالنسبة لمواطني فرنسا، مفاجأة جيدة في حلب, اللغة الفرنسية تستخدم بنسبة كبيرة.
– جميع التنقلات في سورية حرة, ولكن هناك استثناء واحد يتعلق بمنطقة الجولان, حيث لا يمكن زيارتها إلا بعد الحصول على ترخيص عسكري.
3- سورية (دليل) :
*- يعتبر هذا الدليل, الذي بلغ عدد صفحاته 303 صفحات ونشر لأول مرة عام 1998, من أهم ما نشر عن السياحة في سورية, حيث أن مؤلفتيه فيرونيك غراندبيير Véronique Grandpierre ولورا باتيني Laura Battini, كانتا قد شاركتا في العديد من البعثات التنقيبية الأثرية في سورية.
*- ورد في مقدمة هذا الدليل :
– سورية هي دولة في الشرق الأوسط شهدت ازدهار أكبر عدد من الشعوب والحضارات على أراضيها.
– عَبَرَ تاريخها الحثيون، الحوريون، البابليون، الآشوريون، الفينيقيون، الآراميون، الإغريق، الرومان، البيزنطيون، العرب، الصليبيون.
– سورية دولة عربية ولكنها متميزة بشكل فريد في ثراء ثقافاتها المتعددة… بل هي فسيفساء عرقية ودينية عربية, أرمنية, آرامية, كردية, سنية, درزية, علوية ومسيحية… جميعها متكاتفة، عابرة لبعضها بتآلف, متبادلة في تقاليدها العظيمة, وتكاد تكون قدوة للعالمية التي تنشد التكاتف لنشر السلام.
*- أصدقائي…
– لم أجد في ختام مقالتي… الا وأن أنقل لكم وباختصار, بعضا من مقدمة التقرير الذي نشره عن دمشق أحد اتحادات الشركات السياحية الفرنسية عام 2011 بعنوان : “دمشق بعيون سائح”.
*- التقرير أعد بناءا على طلب مجموعة من الاذاعات والصحف الفرنسية والكندية منها : راديو فرنسا الدولي (RFI), راديو كندا (Radio Canada), مجلة المنطقة (La Provence), وصحيفة دفاتر الشرق (Les cahiers de l’orient).
*- بدأ التقرير بمقدمة عنوانها : “على طرقات سورية Sur les routes de Syrie“… تضمنت مجموعة من الأفكار والمشاهدات لحظة الوصول الى دمشق منها :
– إن سورية بلد, إذا فكرنا نقول : “يجب أن نذهب إليها, ان لها طابع سحري”. ثم تأتي بسرعة فكرة “ولكن” … انها شديدة الحرارة صيفا.
– وقد تكون فيها مخاطر كما يروج أحيانا… ولكننا لم نسمع أو نرى أية قصص… انها في الغالب مجرد أقاويل !!!.
– هي بعيدة… ربما, ولكن تمهل! إنها على بعد /5/ ساعات طيران من فرنسا.
– في الحقيقة… سورية تشكل وجهة آمنة بالنسبة للمسافرين… وتطورت عروضها السياحية في السنوات الأخيرة فغدت تستقبل الجميع.
– منذ /3/ سنوات ارتفع عدد زوارها بمعدل /15%/ كل عام.
– دمشق غدت وجهة مشهورة كأنها “مراكش” الشرق الأوسط., فإذا كانت قوافل السياح تصيبكم بالملل… ولكن تريدون أن تكونوا أول من يكتشف إحدى أهم مهود الحضارات… لا تتأخروا بالذهاب الى سورية…
– “أهلا وسهلا, تفضل” (Welcome, tfadale ), “هيا”, أنها متراكبات من كلمات صريحة تسمعها فور
وصولك.
– هذه التعابير ليس فيها تنميق ويحب أن تلبيها أو تجيب عليها…
– ستسمع كثيرا جملا تحمل دفء الاهتمام والاحترام في مقصدها وهي…” هل الأوتيل مريح, لنذهب إلى السوق, لنشرب القهوة, لندخل المتحف”. هذا المدخل الصريح في العبارة يدغدغ أذن الغريب المتنزه في سورية.
– أيضا, في سورية بعد الترحيب تسمع عبارات مثل :” اتبعوني”, “لنذهب”, أو أيضا “انظروا”.
– ان هذا الأسلوب في المخاطبة المباشرة دون تكلف والمرفق بالابتسامة يجعلك تلبي الطلب.
– أن هذه البساطة في التعامل, تجدها في كل سورية, وبالأخص في دمشق العاصمة ذات ال /4/ ملايين نسمة والتي تمثل أول نقطة تواصل مع هذه البلد.
– خلال الليل تبدو لك دمشق لامعة… آلاف الأضواء الصغيرة المعلقة في محيط من الليل المزرق, إنها تبدو كمجموعات من النجوم المتساقطة من السماء.
– الوردة الدمشقية أو كما تعرف باسمها الشائع الورد الجوري هي نفسها التي تم نقلها من سورية إلى أوروبا خلال حملات الصليبيين في القرن 13 الميلادي.
*- أصدقائي… اخوتي في الوطن…
سوريا أرضا وشعبا لم تكن يوما الا حالة عشق دائمة مع نبض الحياة… ان تناساها مضطرا العالم اليوم … فهي ستعود الى ذاكرته بصورتها البهية والأجمل بعد هزيمة… حاشية روتشيلد… وأذنابها حفاة الصحراء…