حتْفيَ الأمواجُ ( فيمن قضوا هجرة … و غرقا ) ـ جميل علي ـ فاس ـ 011019 .
زورقي من يأس
و عمري أنيس القهر
وضعت صفر أيامي
في جراب الأمل
و الأمل هناك
وراء الأمواج
في بلاد الترف
ظمئي مرتعه الرشف
وكبريائي من ماس
صارت إلى خزف //
اتنفس الصعداء
وسط الخوف
فيلفني الهلع
هنا سنسقط …
هنا تنتهي رحلة الأيام
بعيدا عن وجه أمي
بعيد عن كرسي أبي المقعد
و عن حصير نومي //
المزين بسواد الأرابيسك
بين الدفتين برزخ
عليّ أن اجتازه
فوق صفرة الموت
و أنفاس الرفاق
ملؤها الشوك
و الجوع … و الصقيع
و الحسَك //
تأخذني سِنةٌ
أرى نفسي
جثة تنادي غرقى
نصف الجسد
بعد الحياة
و الآخر في الماء
و الروح عويل
نعيُ … طويل
ليتها وجدت
عند نعليها جسدا
آخر .. كان النزيل
و البديل //
ليتها وجدت
مخدة قش
و صنبور رش …
البطن فارغ
إلا ترياق النعنع
و قشور سردين
ومن نوى زيزفون //
ربما هي …
أكيد هو العشاء الآخر
سأسقيه نبيذ البحر
طعمه ملح أجاج
يحنط جثتي
في ضماد هويتي
تنخر نسيجه السنون //
و لا يبقى مني
في رمادها
غير إبرة سرير
في ضمير من ناموا
على حقي في وطني
حتى بارت الوعود
والتصق ذهن البطون
بهذب الجفون //