حفل
نُسَيلة ٠٠
تلك الغَجَرية ٠٠
قاطنة الخيمة ٠٠
عند الباب الخلفي لسور القرية
لمْ تَنْزع يوماً بُرْقُعَها
لمْ تبكِ ٠٠
كنساء الوادي المكلوم
لمْ تصرخ
بلْ ظلت تنظر صَوْب الضوء المُتَوَهج
كانت كالصقر المجروح
أو بالأحرى ٠٠
منزوع الريش
لكن ٠٠
مَنْ يملك قلباً كنُسَيلة
مَنْ منكم لم يبك الليلة
لكن نُسَيلة لمْ تبكِ
لمْ تصرخ كنساءِ القرية
تلكن اللاتي حَمَلن سفاحا
لكن نُسَيلة٠٠
ظلت تحمل فَك حمارٍ وحشي
الليلة ٠٠ لن يُغْلق لجدار القرية بَاب
لنَ يتسلق تلك الأسوار المَرَقَة
ويظل جنود الدَرَك الليلي ٠٠
في وَسَط الباحة
وسيخرج من باب الحَانة٠٠
ذاك النادل
القابع في الركن الأيسر ٠٠من باب الحانة
يحمل بين أصابعه قنينة خمر
ونساء القرية خلف السور ٠٠
لازلن يَنوحن
ونُسَيلة لازالت تحمل فك حمار وحشي
والنادل يحمل قنينة خمرٍ
ويُحَدق بالضوء الصادر ٠٠
من جهةٍ أعلى من سور القرية
سَيَرُج القنينة ٠٠
كي يتناثر خمر القنينة ٠٠
فوق روؤس جنود الدَرَك الليلي ٠٠
لكن ٠٠ بعد تلاشي الضوء
لحظات مرت ٠٠
لحظات اخري ٠٠
في لحظة صمت بعد اللحظات الاخرى
يتلاشى الضوء ٠٠
ويُبَلل خمر القنينة ٠٠أجساد جنود الدرك الليلي حين انتزعوا جميعا ٠٠ سُتْرَات الزي
تلك إشارة بِدْء الحفل ٠٠
وبدء الرقص ٠٠
وبدء دخول جنود الدَرَك الليلي الحانة ٠٠
وبدء مواقَعَة النسوة
لكن النسوة تصرُخْن
ونُسَيلة لمْ تحمل بَعْدُ الفَك الوحشي
وصِراخ النسوة يَتَبدل ٠٠
بعواءٍ مكتوم٠٠
حين تطاير فك نُسَيلة ٠٠
لِيُصِيب الضوء فيتلاشى
ونُسَيلة نَزَعت بُرْقعها ٠٠
لتجفف للنسوة بعض من أثر دماء نُزِفَت٠٠
حين مددن أصابعهن ٠٠
كي تُنْتَزع الأرحام الحُبْلى
فنساء القرية لن يحملن سفاحاً بعد الليلة
بل صِرن جميعاً يحملن ٠٠
فكوك الحُمْر الوحشية ٠٠