إثمُ الظُّنونِ ،الشَّكُّ ، فالإغرابُ
وَهَواجِسٌ تَطغى، يسوءُ خطابُ
كنْ ما تشأْ ،إلا الظَّنونَ وإثمِهِ
واجه وَصارِحْ ، قد يجيءُ جوابُ
يُنبيكَ أنَّ الشَّكُ وهمُ تَخَيُّلِ
في ذات ِنفسِكَ ذاتَهُ يغتابُ
واصفح فَخَطَّاؤن نحنُ ومن يقلْ
إنِّي عُصِمتُ الغِرُّ والكَذَّابُ
ولتلتَمسْ عذراً لصاحبكَ الذي
ماكنتَ قبلُ بِصِدْقِهِ ترتابُ
تهمي تفاصيلُ الحياة على الورى
فَيَحارُ عقلٌ والهوى غلاَّبُ
ولرُبَّما اشتبهت على أهلِ النُّهى
سبُلٌ ولمَّا تُفهَمِ الأسبابُ
هيَ نِعمَةُ الوعيِ التي إن غُيِّبَتْ
فالرُّشدُ غيٌّ والعمى استصوابُ
قِيَمُ الجَمالِ وإنْ بدَتْ مَهجورَةً
والسُّوقُ ساقَ وهيمَنَ الإرهابُ
فاعلم رعاكَ الحبُّ تلك َنتائجٌ
لِفِعيلِ حَكمٍ دونَهُ الحُجَّابُ
حَكَموا بحدِّ القهرِ ساطَ شُعوبَهُمْ
فإذا انتقدتَ فنهشُكَ الأنيابُ
وإذا انبَرَيتَ مُحَذِّراً أو مُنْذِراً
شَغَلَ المَنابِرَ بالنَّعيقِ غرابُ
مستَهجِناً ومُخَوِّناً ومؤيِّداً
وُمُبَهرِجاً ما سوَّق الأغرابُ
وَلَنَحنُ بالوعي التَمسَنا مخرجاً
ولَكَم نُفاخرُ أننا أصحابُ
فَلئن بدت مني ومنكَ مثالبُ
فاغفرْ غَفرتُ وخُلْقُنا استيعابُ
وَلنا عدوٌّ واحِدٌ مهما بَدَت
اشكالهُ وتَنَوَّعت أربابُ
هو غاصبٌ للأرضِ والحقِّ الذي
جَهراً يُمالئُ غصبَهُ الأعرابُ
هاني درويش (أبونمير)
19\10\2014