الجمال نعمة…وربما نقمة
عندما دخل الفرنسيين بلادنا كان كل شيء مستباح وقد يأخذوه عنوة
دخلوا وعيونهم تتسلل البيوت والنوافذ وثقوب الابواب في ذاك الوقت.
كانت في غاية الجمال ويطلقوا عليها بالزرافة الخضراء، لطولها وطول عنقها وعيناها كمرج أخضر، ويحلو الجمال اكثر عندما يلبس ثوب العفة والأخلاق والإلتزام الديني.
تزوجت حبيب عمرها رجل ميسور وذو عزوة ومال وجاه ،قدر جمالها وأخلاقها، وكانت سيدة عصرها.
كان من الثوار الكبار ضد الفرنسيين،
في إحدى الليالي الشديدة البرودة ودع زرافته وابنته بعمر عامين وذهب لقتال الفرنسيين ولم يعد.
تلقت نبأ استشهاده بأسى وحزن شديد وحلفت ان لاتتزوج بعده ،ودعت إن دنا أحد الرجال منها أن تقلع عينها.
حاول الكثيرين خطبتها لجمالها ولاموال تركها زوجها لم توافق قط وهي الوفية لزوجها والمتعطشة لتربية ابنتها افضل تربية …
بعد مضي عام كانت تملئ جرتها ماء من ينبوع في القرية ومعها عديد من النسوة واذ بمجموعة فرنسيين على الاحصنة استوقفوها لم تعرهم اهتمام تتبعوا خطواتها وعرفوا مسكنها بعد محاولات عديدة لإغرائها بالأموال وغيره وهي تصدهم.، وفي احدى الليالي الشتوية المظلمة والباردة كقلوبهم طرقوا الباب وكانت هي وابنتها واختها فلم تفتح حاولوا دون جدوى وبعد ساعتين لم تسمع اي صوت حاولت أن تنظر من فتحة المفتاح وإذ بطلق ناري بعينها وهنا طرحت ارضا وماتت تاركة طفلتها الصغيرة عاشت ببيت عمها .
فالإنسان المؤمن دعوته مستجابة بدله الله من بعد خوف آمنا.
القاصة هيفاء رعيدي