في أغلب الأزمات البشرية يتراجع الوضع الاجتماعي الذي يشكل الحاجز الذي يردع الكثير من الأشخاص عن الإقدام على ارتكاب جرائم كالاغتصاب أو السرقة أو القتل، و يفقد المرء هذا الرادع عندما يزج به في السجن أو يتم استبعاده من المجتمع ، ما يعني أنه في وقت ما قد يكون هذا الوضع الاجتماعي هو الرادع لارتكاب الجريمة أكثر مما قد يمثله العقاب الفعلي النفسي أو الأخلاقي أو المعتقدي ، وخلال الأزمات والحروب ينقسم المجتمع إلى عدة أنواع مستفيد و مستمر ومسيّر ووقود حرب
الطبقة العليا تكون مستفيدة غالبا وتتحول الطبقة الوسطى إلى مسيرة تبعا للظروف تنجر احيانا وتُجر احيانا وتبقى الطبقة الفقيرة الحلقة الأضعف و حالما تنتهي الأزمات تُلغى الطبقة الوسطى أو تكون شبه معدومة و تظل الرأسمالية و ما بقي من الطبقة الفقيرة
تنتشر البطالة الفقر ولا يبقى للشخص ما يخسره، ويصبح من السهل للغاية أن ينجرف إلى الجريمة. لكن هذا لا يعني أن الجميع هم بطبيعة الحال أشخاص يميلون إلى ارتكاب الجرائم.
ولو راجعنا الأحداث التاريخية الكبرى لوجدنا ان الازمة على مر العصور تتوسط المراحل المهمة في حياة الشعوب, فبين كل مرحلة ومرحلة جديدة ثمة ازمة تحرك الاذهان وتشعل الصراع وتحفز الابداع و تمهد السبيل الى مرحلة جديدة, لكن في مجتمعاتنا العربية تحديدا تكون الأزمات أزمات طويلة الأثر وتعيد شعوبها الاف الأميال لماذا؟
لأنها بدون دراسة وتحليل و تنشأ بلا محاولة من الخروج بأقل الخسائر وتأخير الازمة اللاحقة ان تعذر تعطيلها. ولأن أزماتها لا تعالج أسباب المؤدية لنشوئها مثل حب السيطرة و اتخاذ القرارات بشكل عشوائي و عدم وجود انظمة حوافز ناجحة
على اية حال فإن الازمة هي حالة انتقال من مرحلة الى اخرى وهي مفتاح التطور والتغيير نحو الافضل او التراجع والهلاك.
إعداد علياء محمد