خلف عامر
حَنّت خطواتي لدروب الشام العتيقة، ولطيب الكلام كي تثمر حدائق النفس.
تقترب الجدران من بعضها آن تبتلعني أزقتها، تكاد تُطبق على عظامي كالملزمة، لكني لم أشعر بوجع أبداً، بل بدفء حضن أمّ، أجل حضن أمّ.
كَسَرَ شرودي صوتٌ فَرَّ داخلي دون سابق إنذار مردداً:
لا تتركيني…
لا تتركيني، شدّيني إليك أكثر، وأكثر أيتها المُعًمَدة بالياسمين.
أخذتْ يدي شدّتها إليها فأحسست برعشة في الروح، تغلغلت رائحتها بي، نسيت أني في ليل شتائي بارد.
يااااااه ما أجمل هذا الوقود الروحاني الذي طرد جحافل البرد والعتمة على عجلٍ.
تُسابق خطواتي نبضَ قلبي، ويعود ذات الصوتُ من داخلي يردّد:
– ياأيها الزمن أرجوك توقف لاتستعجل بقطعك الحبل السرّي.
– لاتمارس طقس وأدي.!
– فبأيّ ذنب أُقتل وأنا في مرحلة تكويني؟! أحتاجُ عطر أنفاسها،
دفءَ صوتها لأكوّن منها قصيدتي.
……يتبع…….