– كتابات من عمل طويل –
يَا انا الغائبُ ،
غيّبتني وغِبتَ اذن ْ!
َما اللذّةُ؟
أعني كيْ اجيبَ الذي يسأل ُ:
كمْ منَ الصباحاتِ أرى الآن َ..
كمْ أرى من الفراشاتِ في سماء المكان ِ..
كمْ اقرأ وجوه العابرين َ؟
نفس الوجوه الصامته
ما وجدتكَ…ما وجدتكَ
يا ظلّي..
اما كنتَ وجهاً شهيّ الملامح ِ
بهيّ الحضورِ، انيقاً
جميلاً كملاك
تباغتني بالشعرِ والدهشة ِ ؟
و.. .
وكان الجميعُ هناكَ مرايا لنا
يا انا …اين صرتً!؟
اباي الذي بين سطورِ القصيدة يسأل ُ
وليسَ انا !
××
يَا خارجاً مني إليَّ
كمْ كنتَ تشبهني ، وتُشبهني لك َ
كنتَ تنشدُ عنّي
كلّ ما اراهُ مشتعلاً، وواضحاً
وصالحاً للكتابةِ …
ويلمحهُ الاخرونَ رماداً وخراباً
وكمْ – لستُ ابكي هنا –
تجاهرُ بالعشقِ عنّي
حين َ يولدُ في سرير ِ القلب ِ عشق
وكم ٌ كنتَ تصمتُ – يا غائب-
حين َ اقول للآخرين:
إن ّ الفصولَ مرآة ُ المكان ِ..
إن اليوم َ اختصارٌ باهتٌ للسنة..
إن التقاويمً اغنية الحائط ..
وان…وان ….
يا ..انا أينَ رحلتَ!؟
أمي التي تركضُ في هامشِ القصيدةِ
تسال ُ …
ليسَ انا!
××
كلّ البداياتِ ..كانتْ لكَ،
كلّ النهايات..
كلّ وميض ٍ كنتُ اراهُ
في آخر ِ الحلمِ ..انتَ يا انا!
وكمْ كنتُ اخاف ُ عليكَ منّي
وكثيراً كنتُ انقّبُ في جذور ِ الكلام ِ
لامنح َ وجهك َ بعضَ الوسامةِ،
وظلاً خفيفاً يشبهُ روحي
ولا يشبهُ الآخرين!
وكمْ كنتُ ولم ازل ْ
أحبك َ يا غائبُ!
كنتُ اسدُّ جميعَ الدروب
التي لم تمرّ بها
كي اكمل هذا الشغف…
اراكَ تمتطي فرسا ً بجناحين
وتطيرَ بي… فاطيرُ بكَ
فأين َ مضيتَ يا غائب ..يا انا!
ولدي الذي ينام ُ
فوقَ خصر ِ القصيدة ِ
يسأل ُ
ليس َ انا!!
*اليوكمال – رياض ناصر النوري