ياسين عزيز حمود
غرِّبْ وشرِّقْ – يا شِراعُ – فهل ترى
أسنى وأحلى من ربوعيَ منظرا ؟!
واسكنْ بأطرافِ البُحيرةِ ناسكاً
بجفونِ عينيَّ الجميلةِ ساهراً
أنا آية الحُسنِ التي ضنّتْ بها
جنّاتُ عدنٍ فتنةً ومناظراً
أنا بدعة ُ الخلاّقِ صوَّرني كما
شاءَ الهوى أنهلُّ عِطراً غامرا
أنا بدعةٌ منحوتةٌ مِنْ مرمرٍ
من روعة ِ الإصباحِ صاغَ فصوَّرا
أنا ريشةُ الخلاّقِ سوَّتْ مُقلتي
فتموَّجَتْ كالمرجِ أبهى أنضرا
أنا سوسنُ الأحلامِ في وادي الهوى
هامَ الربيعُ على الفتونِ فعبقرا
منْ فنِّ ربّي نمنماتُ مفاتني
يحنو على غُصني يورّدُ أخضرا
وجلا خدودي من سنى أقمارهِ
فتوهَّجَتْ فِعلَ الرياضِ نواضرا
غمّازتي السّمراءُ يا نبعَ الشّذا
يا فيضَ سحرٍ للسواحرِ آسرا!
وبثغري الرّيانِ من طَلِّ الصبا
أحلامُ وعدٍ إذْ تضرَّجَ احمرا
نحري حدائقُ للهوى مرصودةٌ
ما شف َّمنها أو تبرَّجَ سافرا
يا جنّةً مسحورةً- همس الهوى-
ومرابعاً , ومواسماً , وبيادرا
وأشاعَ في صدري ربيعاً غاضباً
منْ فيضِ نورِ الفجرِ تمَّ فكوَّرا
وثلوجُهُ من دفئِها قدْ أينعَتْ
ورداً وغاظَت ْكالضرائرِ مرمرا
هبَّ النسيمُ على رُبايَ فأزهرَتْ
ليرفَّ غصني للنسائمِ أخضرا
ويمرُّ بيْ طيفُ الربيعِ مُسلّماً
ليموجَ حقلي للنسائمِ أزهرا
ويفتّقَ الأزهارَ في أكمامِها
ويورِّدَ الأحلامَ فيهِ سواحرا
ويضمَّ صدراً ناهداً مُتأرّجاً
يجتاحُ كَنزاً بالأنوثةِ عامرا
وتزورُني الأحلامُ تسبحُ في السنى
كالذكرياتِ على الجفونِ عوابرا
عطري على تلك المروجِ سكبتُهُ
كي تنهلَ الأزهارُ منهُ فتسكرا
أرسلْتُ حسني للرياضِ مُباهياً
ونشرْتُ شعري للنسيمِ مُسافراَ
فتأججَ الحسَدُ القديمُ مُضرَّجاً
وبدَتْ بِهِ تلكَ الورودُ سوافرا
يا بِدعَ حُسن ٍباتَ يحسدُ نِدَّهُ
ليزيدَ مِنْ بِدَعِ الجمالِ نظائرا!
وتكحّلَتْ مِنْ مقلتي حوريَّةٌ
فافتنَّ قلبٌ في الهوى وتمرمرا
وتزنّرَتْ مِنْ لِينِ خَصري بانةٌ
باهَتْ بهِ أترابَها وضرائرا
عطري كما عانقْتَ غصناً مائساً
عندَ الصباح ِ أيا نسيماً عاطرا
مرَّتْ نُسَيماتُ الهوى بمتارفي
فتأجّجَتْ رَبَواتُ حسنيَ ثائرا
إرحلْ وخبِّرْ كلَّ أطيارِ المدى
كيما تمدَّ إلى الفتونِ قناطرا
والْثِمْ حريراً ناعماً مُتأرِّجاً
عانِقْ على سِحْرِ الجبين ِ غدائرا
شَعري كأطيافِ الرّبيعِ على الربا
مُتماوجاً , مُتمَعِّجاً , ومُعطّرا
شَعْري كأحلام الصَّبايا ناعمٌ
أكرِمْ بمَنْ نسَقَ الجمالَ وضفّرا
وبجيدي َ المسكوبِ مِنْ ألقِ الضُّحى
شهَقَتْ عطوريَ يا جمالاً باهرا!
غامرْ وجرِّبْ يا شِراعُ فلن ترى
أحلى , وأبهى من عيونيَ منظرا
من ديواني آهةٌ على ضفاف الجراح