محمد ابراهيم
أَنكتبُ الشّعرَ يا صحبي بليلانا
والرّيحُ تعصفُ في أرجاءِ دنيانا
والنّازلاتُ بأرضِ الشّامِ ما برحَتْ
تترى علينا ودونَ الأرضِ تهوانا
أَنكتبُ الشّعرَ بعدَ اليومِ في فرحٍ
والحزنُ يشعلُ في الوجدانِ نيرانا
واللّيلُ يزحفُ موهوماً بظلمتِهِ
من كلِّ حدبٍ وقد كادت لتغشانا
فكم شهيدٍ أنارَ الدّربَ من دمِهِ
كالزّيتِ يسرجُ حلْمَ النّصرِ إيمانا
وكم جريحٍ يعدُّ الوقتَ في عجلٍ
حتّى يعودَ لساحِ المجدِ ولهانا
إنّ الشّآمَ عروسُ الشّعرِ مذ خلقَتْ
تأبى الرّكوعَ لغيرِ اللهِ إذعانا
تأبى الخنوعَ كما يأباهُ عاشقُها
في ساعةِ الجدِّ صارَ الكلُّ شبّانا
إنّ القلوبَ لأجنادٌ مجندةٌ
والشّام تلهمُ أهلَ العشقِ ألحانا
منازلُ العشقِ أهلُ العلمِ تعرفُها
فصنفوها مقاماتٍ وألوانا
إلا الشّآم ،فما في العشقِ منزلةٌ
أعلا من الشّامِ -لا واللهِ – ماكانَ
محمد ابراهيم