ياسين عزيز حمود
إلى أقدام من اعادوا الأمن لحلبَ الغالية رغم أنف هذا السلجوقي الأحمق
بركةُ النور
ما همّني الرِّيحُ في الآفاقِ عاصفةٌ
شِبلُ الأُسودِ أنا ولْتسألُوا حلبا
سأُرخِصُ الروحَ في مَيدانِها شغِفاً
ما همّني الليلُ والأنواءُ والنُّوَبا
مِنْ أجلِها الموتُ في المَيدانِ قافلتي
أرخْصْتُ عمري ورغدَ العيشِ والنّشبا
أسرجْتُ خيلاً كما الشهباءِ صاهلةً
نحو البروجِ , وكادَتْ تزحمُ الشُّهبا
دمي وروحي وإمسائي وباصرتي
وخفقةُ القلبِ , أُهدي الشِّعرَ والأدبا
وأسكبُ الشّعرَ في أجفانِ عاشقةٍ
عندَ الأصيلِ فنجمُ العشقِ ما غَرُبا
والقلبُ حانٍ على ركنِ الهوى أبداً
يخضرُّ كوخي , فيُثري الدّنَّ والعِنبا
يا فتنةَ الروحِ ! كمْ عاقرْتُ قافيةً!
أبكيتُ ناياً وفي غاباتِهِ القصبا
يا بركةَ النورِ ! يا أشواقَ غربتِنا
يا يقظةَ الفجرِ ندياناً لمنْ شربا!
مرُّوا عطاشى رفاقَ الدّربِ وارتحلُوا
لكي يُعيدُوا إلى الأوطانِ ما سُلبا
مرُّوا بروقاً على البطحاءِ وانحدرُوا
فوقَ الهضابِ كنورِ اللهِ مُنسكِبا
كمْ فاضَ نهرُ الهوى في موطني , وشدا !
عندَ الغروبِ وكمْ مِنْ خافقٍ وثبا!
وكم ربوعٍ يزورُ القلبُ مُشتهياً
وجهَ الحبيبِ ليلقى فتنةً عجبا !
والنّايُ أصفى مِنَ الأحلامِ هامسني
في شاطئِ النّهرِ راحَتْ تسكبُ العتبا
منْ أخبرَ النّهرَ يا فيحاءُ أنّكمُ
أعدتمُ المجدَ للآكامِ فاصطخبا !
مَنْ أخبرَ البحرَ أنَّ البحرَ دونَكمُ
فماجَ سُخطاً وضجَّ الشطُّ واضطربا!
أحييتمُ الوردَ والأحلامَ في وطني
جعلتمُ العشقَ والتّحنانَ لي نسبا
غالى الحنينُ بأعماقي فأشعلَها
حزناً حنيناً وطهراً بعدما اغتربا