د. محمد رقية
في عام 2011 قدمت دراسة عن فعالية التقنيات الفضائية في تنمية الموارد الطبيعية ومراقبة التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية والتخفيف من آثارها في البلدان العربية لمكتب منظمة اليونسكو في القاهرة بناء على استشارته , وجرى توزيعها على كل البلدان العربية الأعضاء في منظمة اليونسكو بما فيها سورية . طرحت في نهايتها خمسة مشاريع استراتيجية على مستوى الوطن العربي , منها مشروعان يرتبطان بإنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح , وقد سألت بعض مسؤولي وزارة الكهرباء لماذا لاتستفيدوا من هذه الطاقات النظيفة والمجانية حتى الآن , والتي يمكن أن تغطي كل سورية بالكهرباء. فقالوا نبني محطة كهروضوئية في منطقة دير علي . ولكن حتى الآن لم نر النتائج . ولازالت الأمور في بداياتها، رغم مرور تسع سنوات على ذلك .
إن أزمة الكهرباء التي تعيشها سورية طيلة هذه الأزمة على مدى السنوات الماضية وخاصة السنة الأخيرة , التي فاقت كل تصور , كان يمكن تفاديها لو عملنا منذ البداية على استثمار هذه الطاقات بشكل علمي ممنهج , فبثمن الوقود الذي كان يستجر ويحرق سنويا” كان يمكن بجزء منه استقدام المعدات اللازمة لبناء المحطات وإجراء الدراسات اللازمة لها . حيث أن هذه الطاقات تتميز بمجانيتها وديمومتها طيلة أشهر السنة بل وطيلة الحياة على الأرض , وهي نظيفة جدا” لاتلوث البيئة بعكس الوقود الاحفوري الذي يؤدي إلى التلوث الشديد , بغاز ثاني أكسيد الكربون ويساهم في ظاهرة الدفيئة على الكرة الأرضية. ويمكن بناؤها على مستوى المدن والبلدات والقرى والمزارع وحتى على مستوى المنازل . فلماذا لم يتم استثمارها حتى الآن في سورية بالشكل المطلوب ؟ سؤال يدعو للتعجب .
لقد بنيت محطة لاستثمار طاقة الرياح غربي مدينة حمص بطاقة 2،5 ميغا واط وهي صغيرة جدا” ، أما الكهرباء الشمسية فاستثمرت على نطاق ضيق في بعض الشوارع وبعض محطات الاتصالات الخليوية .
لقد شرحت هذا الأمر بالتفصيل في دراستين عن استغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في سوريا، نشرتا عام 2017 و2018 في مجلة الأدب العلمي التي تصدرها جامعة دمسق .
فهل سنبقى بعيدين عن استثمار هذه الطاقات المجانية ، التي نحن بأمس الحاجة إليها الآن ؟!
سؤال برسم المسؤولين عن ذلك