إلهام غانم عيسى
جموع تندفع نحو الأسلاك وشباب..
ازيز رصاص يبدد صفوف المندفعين ،
نعيق دبابات ٠٠وعويل ذئاب يبعثران الصرخات..
تتعالى أصوات الثكلى ٠٠
ينبطح الكل على الأرض ٠٠تعلو التكبيرات..تلتقط انفاسهم الأخيرة جرافة..
ويتهاوى صنم الحرية ٠٠
وفيما تخترق جسده النحيل رصاصة غادرة..
ويعرج إلى السماء..
تردد الجثث المتناثرة:
– هنيئا.. الفردوس الأعلى ..
=======
قراءة نقدية للقصة القصيرة جدا الفرقة الناجية
الكاتب والقاص والناقد الدكتور حمد حاجي/تونس
قصة قصيرة جدا .. عالية الدقة ..
بخصائص فنية للنص الوجيز بامتياز ..
فإلى جانب تكثيفها الشديد المركز باقتصادية للحرف واللفظ والعبارة .. وايحائيتها الدقيقة الهادفة لكل ملفوظ.. ودهشة قفلتها المبهرة..
واتزان مفارقتها الضدية القائمة على عجائبية فارهة ( أنى للجثث ان تتكلم وكيف؟!)..
كان للحكائية والقصصية مركز بؤري للسرد ..كيف؟!
لقد اقامت الكاتبة مسار السرد واحداثه مبنيا على المشهد والنظر من زوايا مختلفة..
كما حوارية وبوليفونية المدرسة الروسية اذ يمثل تداخل الاجناس الادبية والانواع الادبية روافد لتعدد الاصوات ..
انت تسمع صوت الرصاص.. وصوت الشباب .. وانين الثكالى .. وازيز الدبابات .. متعددا ليؤلف مشهدا سينمائيا .. يرويه السارد وهو يمسم كاميرا ومن خلال موقع نظر وزاوية رؤية ..
اي جمال واي حركة تقتنصها الكاميرا تڨربها حينا وتبعدها حينا ..
انها قصة قصيرة جدا رائعة ..
لينتبه اليها القراء.. وهذا هو القص القصير جدا انه خطف للمشهد وتحريكه والنظر اليه من زاوية تحاور شخوصه .. وفي الان تترك للقارئ ان يكمل المشهد
كيف ابتدأ.. ؟
اين صارت الاحداث تلك ؟
ما الشخوص المشاركة وما اعمالها ؟
كيف صاغ النص مألوفه في غير مألوفه؟
اين تصور القارئ عواطفه؟
هل وجد القارئ ذاته او ذواتات الاخرين؟
تلكم مهمة القص القصير جدا ..
ان يطرح السؤال لمحا وخطفا .. ويترك الاجابة عند القارئ لتؤسس لسؤال آخر اكثر اثارة..
وكسرا لافق انتظاراته..
نص راق لي .. مبدع حقا
1