.الطبقة المثقفة البوتفليقية قشرة ميتة يصعب كياستها؟
.
القراءة الصحيحة في خروج الشعب ضد السلطة الديكتاتورية لم يكن لحرية القلم و حق التعليم للتقدم بالمجتمع بقدر الخروج لوجع الجوع.( يكفي أيها المستبد ستقتل رعيتك فتكون راعيا يتجول بين المقابر). نصيحة شعب واعي بجهله لحاكم مستبد كثير القراءة، لئيم النفس جهال لشعبه، خوان الأمانة، خواف من نقطة التوقف لصناعة قرار التغيير.
في العهد البوتفليقي كانت طبقة تلقب بالمثقفة قد استولت على سلطة الثقافة.جمعت إليها جيشا من الذين وزعت عليهم الشهادات، أفرحت قلوبهم بالتكريمات، سلطت عليهم أضواء السلطة الرابعة. منهم السابقون من عقلية (بني عميست) أي الذين نفخهم التلفزيون الوحيد. وهجهم بوهم الربوبية الشعرية و الكتابة الجزائرية بعد بن باديس و العربي تبسي و البشير الابراهمي و محمد الأخضرالسائحي و غيرهم من قامات. هم الذين فاحت رائحتهم و بانت حقيقتهم في العهد البوتفليقي و هم الفئة الأولى الأقرب تقديرا للسلطة.أما الفئة الثانية مجموعة صعاليك الأسواق الشعبية و لواحق ما أطلق عليه الملتقيات الثقافية. ألبسوهم روح الشعر و النثر حتى كادوا يصدقون أنهم شعراء و كتاب و صحافيون. سيرة روعونة و فساد أدبي شاع فصدق كذبته.
شاهدنا على مدار عشرون سنة ابداعا رخيصا يمجد الإستبداد. شهدنا تكفير و تهميش شخصيات واعية سلطت عليها السلطة الفاسدة الذين كفروا بأدبية الأدب و آمنوا بالفساد منوالا. حتى الذين كانوا يدركون خطورة الوضع لأنهم عرفوا أن الزمن سيعود إليهم يوما تجنبوا السلطة و الإساءة إليها فكتبوا بإحتشام و ثاروا أحيانا بإحتشام قدمته السلطة حتى يقال عنها (سلطة مؤمنة بحرية القلم) لكنهم شركاء للذين سبقوهم بالكفر بحرية القلم.
بعد الإطاحة بالنظام الفاسد أدركت الطبقة المثقفة أن مصيرها اللعنة الشعبوية إذا لم تسارع و تركب سفينة الحراك فتنجوا مع الناجين.لكن ذيل الكلب هيهات هيهات أن يستقيم. مازلنا نشاهد يوما عن يوم تلون هذه الطبقة أمام السلطة القائمة و كيف تهجوا أولياءها السابقين في الحكم و كيف تحمل الشعارات المساندة للضعفاء من الشعب و كيف تقول أننا بحاجة إلى سلطة تقدم لنا سلطة التغيير.
لم يدرك و لن يدرك هؤلاء المنتسبون كذبا للأدب و السينما و المسرح أن الثقافة الأدبية مرآة الشعب يرى فيها صورة بؤسه أو إزدهاره و مرآة الحاكم يرى فيها ظلمه أو عدله على شعبه.
———————-
مشهد الطبقة المثقفة بما تحتويه من شعراء و كتاب تقربوا الى السلطة زلفى يذكرني بتقرب المتنبي من سيف الدولة الحمداني.
بقلم
أشواق شايشي (الجزائر)