هاني درويش أبونمير
كَفَّاً أَمُدُّ إلى الأحِبَّةِ
فارِداً صدري لِضَمِّ الوُدِّ
لا أُغرى بما كم يحرصُ العُذَّال
من جاهٍ وَمالْ
للمالِ سَطْوَتُه
نَعَم’
إلى حينٍ
وما للوُّدِّ إنْ يَصْدُقْ زوال
لي في الحياةِ مَناَسِكٌ
أخلَصْتُها للحسنِ
عشقاً وابتِهالْ
وَلَقَدْ تَشُدُّ عليَّ أحياناً بِقَسْوَتِها الحياةُ
فأحتَمي بالشَّدِّ
تَرويضاً لِشِدَّتِها
وتَذليلِ العُضالْ
لا مستَحيلَ
سوى رُضوخي للذينَ استَكْلَبَتْ نَزَواتُهمْ عَسْفاً
بأنداء الجَمالْ
أنا يا أَحِبَّاءَ الحياةِ كريمَةً
أحيا بِكُمْ
وَلَكُمْ غَزَلتُ الحَرفَ
أَشعارا
تُمَوْسِقُني
فأَطْرَبُها
وأَرْقُصُ قبلَ أن أُلقي بِها نَشوى
على السَّطرِ المُعانِقِ للبَياضِ
بلا تَكَلُّفَ وابتذالْ
نبضي هنا وقعٌ
وأَحلامي مواويلٌ
وَيُغريني التَّفاؤلُ
أن أعيشَ اللَّحظةَ القُصوى اقتناصَ المُمْكِناتِ
المُقْبِلاتِ بِزَهْوِهِنَّ
ولا أعيرُ المُدْبِراتِ كَبيرَ هَمٍّ
هَميَ الأقصى هنا كأسٌ تُدارُ على النَّدامى
فارفعوا نخبَ الحياةِ
وعينُكُم نَسْرٌ
ففي الأنحاءِ غيلانٌ تَرَبَّصُ بالكُرومِ
خَصْيمُها الشَّفُّ الزُّلالْ
حولي من الغيلانِ
والحيتانِ
أصنافٌ تَصَارَعُ حولَ مَغْنَمَةِ الدِّماء
وليسَ تُرْوى مِنْ دمٍ لَعَنَ المغانِمَ كلَّها
مُتَبَرِّئاً من دينِها
منْ رَبِّها
من قَضِّها وقَضيضِها
وَبِرَغْمِها أولَمتُ مائدتي
وأَعلَنتُ احتفائي بالنَّدامى المُقبِلينَ بلا اعتِلالْ
ياربُ
هلْ يؤذيكَ ما عَتَّقتُ
من خمرِ المَوَداتِ النبيلةِ ها هنا
وصببتُ في كأسٍ تُدارْ ؟
سَكِرَتْ دِنانُ الروحِ مِمَّا عَتَّقتْ
ستينَ قرءِ تَرَقُّبٍ للعيدِ
مؤتَلِقاً يجيءُ
فلم يَجِئْ
أو أنَّ ثمَّ مُكَفِّراً للعيدِ
أعدَمَهُ فطالَ الإنتظارْ
أولَمتُ يا أللَّه
للعيدِ الذي بالبالِ
فاقبَلْ دعوةَ الإنسان
واشربْ نخب صلصالٍ نفختَ الروح فيهِ
مَبارِكاً بِدءَ العَمارْ
ها نحنُ
ياربَّ النَّدامى العارفينَ جلالةَ الخَلقِ النَّبيلِ
نُعانِقُ الوَقتَ المَبادِرَ
فلتكن ضيفاً عزيزاً
نحتفيهِ بكُلِّ دارْ
كم غَرَّبتْكَ عن النَّدامى عُصبَةُ المُتَدَيِّنينَ
وَجَرَّمتْ بنفاقها
ضوْءَ النَّهارْ
واستمسَكوا بالليلِ
إظلاماً وظلماً
وافتراءاتٍ تُبَرِّرُ عُهرَ سُلطانٍ
على العُشَّاقِ جار
لن يحصد العذال الا غيظهم
لن يبرحوا الليل الذي يثتأثرونَ
مُعَلْقَمَا
بمِرارِ عارْ
وَتَظَلُّ من قلبي قريبا
رغمَ ما افتَرؤا عليكَ
وصوَّروكَ مُجازِياً عشقي بِنارْ
رَنْدِحْ أيا موَّال
مُحتَفِيَاً بِلَمَّتِنا
وَجودي
يا جِرار
هاني درويش \أبو نَمير\