وَنَشَدْتُ أَحْمَدَ بِالْمَدِيحِ قَصِيدَةً
رَسَمَتْ لَهُ فِي خَافِقِي بَدْرًا ظَهَرْ
سَمَقَتْ مَنَازِلُ حُبِّهِ فِي مَنْبَتِي
وَ تَمَحْوَرَتْ بِجُذُورِ لُبِّي كَالتَّتَرْ
سَكَبَ الشِّفَاءَ عَلَى الْقُرُوحِ زُلَالُهَا
عَصَمَ النُّفُوسَ الطَيِّبَاتَ مِنَ الْخَطَرْ
بَلَغَ الْذِّي يَقِنَ الْقَدِيرُ لِسِدْرَةٍ
حَسَنُ الْحِسَانِ مُحَمَدٌ مَثَنُ الْقَدَرْ
فَلَهُ الْبَهَاءُ مَعَ الْتَّمَامِ مَعَ الْعَطَا
وَ هُوَ الْمَهِيبِ إِذَا يُوَافَقُ بِالْبَشَرْ
وَهُوَ الْمُبَجَّلُ بِالْجِنَانِ مَقَامُهُ
صُوَرُ الْحَبِيبِ مَنَازِلٌ نُورُ الْقَمَرْ
وَهُوَ الْمُكَرَّمُ وَ الْكَرِيمُ صِفَاتُهُ
شُدِهَتْ شُرَافُ الْخَلْقِ بَلْ غِيضَ الْبَصَرْ
وَهُوَ الْخَلُوقُ بِأَصْلِهِ وَبِنَسْلِهِ
غَرِدًا وَكُلُّ الْدِّينِ فِي نَهْجِ الْخَبَرْ
لِيُطَهِّرَ الْأَوْجَامَ لَا مِنْ وَجْمَةٍ
دُرَرُ الْيَقِينِ وَ صِدْقُ طَهَ يَا الْأَثَرْ
عَيْنٌ هَوَتْكُمْ يَا ضِيَاءً سَرَّنِي
فِيهِ الْوَضَاءَةُ وَ النٍّضَارَةُ وَالْحَوَرْ
فَأَنَا الطَّمِيسُ وَ صُبْحُ لَيْلِي ذِكْرُهُ
يَا مّصْطَفَى أَنْتَ الدَّلِيلُ بِذَا السَّفَرْ
يَا رَحْمَةً رَجَفَ الْفُؤَادُ أَيَا ضِيَا
قَدْ بَانَ لَمَّا الضَّوْءُ مِنْ عَيْنِي اِنْدَثَرْ
بَحْرُ الْكَامِلِ
عماد الدين التونسي
