العميد الركن رجب ديب
القسم ( 2 )
ومرة أخرى ،علامَ تدبكون؟؟! وعلامَ تمرحون في الشوارع مرح بنات آوى عن واقعة عفّت عنها السباع الجوارح ؟؟! أيها المسؤولون الكرام ؟؟! ،أكتب وعقلي وقلبي يردد مقولة القائد والزعيم العربي الكبير حافظ الاسد : سنسمي الخطأ خطأً والصواب صواباً …….وإنّ الجندي الذي يطلق النار في قلب المعركة هو غير الجندي الذي يطلق النار بعد انتهائها ،وهل دبكتكم هذه أيها السادة جاءت تعبيراً عما تؤمنون به من افكار ومبادىء تعبر عن مدى التصاقكم بالبنية الطبقية الكادحة ،على اعتبار أنّ الدبكة تُصنف من التراث الشعبي ؟!…أم جاءت نشوة طرب وسعادة وسرور ؟؟! وكلنا يعشق الطرب والعتابا والدبكة والرقصة والموسيقا ،ولكن ليس الآن…… ولأنه لم يُقَدَّر بعد لكأس المرارة أن يتحطم ،ولم يَحن بعد لهذا الليل الطويل أن ينجلي ولقيد الإرهاب أن ينكسر…..وعلى فكرة الموسيقا وصداها وضعوها في بعض البلدان المتحضرة بين سنابل القمح وفي حظائر البقر لمضاعفة الإنتاج ،فكيف بنا لو وضعوها بين صفوف البشر ،كما في حال دبكتنا هذه……وأنا لست داعية لأن نرسف بالأحزان ،وإنّ المخلوقات التي جبلت على الجبن والضعف هي وحدها التي تستسلم للأحزان…رغم أنّ الأحزان هي نتيجة خلل في المجتمعات العربية……لكن ما أريد قوله هو أن تذهبوا وتدبكوا في منتجعاتكم الخاصة ،بعيداً عن شوارع المدينة وساحاتها العامة لأنها ليست من عرصاتكم ،ولأنّ حبات تراب هذا الوطن لو قُدّر لها أن تنطق لاعترفت أنها من دماء الشهداء جُبلت فأينعت عزة وكرامة وشموخاً ،ولأن الأرض اصطبغت باللون الأحمر……..
ثم أيها الدابكون : اسمحوا لي أن أسالكم هذه المرة……هل أحدكم فقد أخاه أو أباه أوابنه أو ابنته…….في ميدان قتال أو مواجهة مع داعش وشقيقاتها ؟؟! . أو هو لايزال حياً يقاتل في منطقة جزل مثلاً أو جباب حمد أو جباب حنورة أوطريق تلول الغنم أوعلى محيط جبل السن الضلعي باتجاه القريتين ومدينة تدمر ؟؟! وحتى في وادي الضيف باتجاه ادلب ؟؟!… معذرة .ً….وإذا كان كذلك فتلك مصيبة!! عندها نحن جميعاً بحاجة إلى إعادة النظر بالمناهج التربوية التي تهتم بإعداد المواطن نحو المواطنة والعيش المشترك واحترام الأوطان….ًوعندئذ يجب أن نتوجه إلى وزارتي التعليم العالي والتربية بالسيوف نعاتبهما…….وللاسف أن بعض مسؤولينا لايزال يرى في المجتمع انه عبارة عن قطيع عليه أن يتَّبع صوت الجرس المعلق في عنق النعجة الاولى ( المرياع ) ، وهي حالة موروثة منذ عهود بائدة ومتحفية تعود الى زمن الحكومات الرجعية العميلة التي خلفتها الهجمات الاستعمارية ،والاستعلاء على المواطن…
ثم أريد أن أسال ،إذا جاءكم مواطن يتضور جوعاً وهو يرعف الكدح لأجل الرغيف زؤانا ، ويقرض خدوده من الداخل ، وطلب منكم فرصة عمل ، ولا يقبل منكم ولا من بيت مال المسلمين درهماً واحدا معونة ،فهل تتجشمون عناء تحريك أقدامكم وأرجلكم نحو تأمين فرصة عمل لهذا المواطن الجائع ؟؟!
ثم أليس من الافضل والواجب يدعونا إلى تثبيت أقدامنا وارجلنا ونقف باستعدادواحترام لشهداء هذا الوطن وجرحاه وأبطاله ،وكما يقف جندي في حضرة جنرال معبراً عن انضباطه والتزامه…وعندما يتحرر الوطن الذي نعيش وتعود له عافيته ، فلنطلق العنان للدبكات والرقصات والزغاريد ،وسنكون على راس رتل الدبيكة…
ثم لنفترض أن دبكتكم هذه مشروعة وجاءت في وقتها احتفاء بالبرلمان الجديد وبما تمخض ويتمخض عنه……كيف يتسنى لمواطن فقد ساقه أو ساقيه في المعارك وهو بينكم على عكازيه أن يمارس الدبكة والنشلة تعبيراً عن سعادته ؟؟! ..فهل أحدكم يعيره ساقيه مؤقتا للدبكة ؟؟! أم هو لايصلح لهذه المهمة ؟؟! ..قد يبدو الامر صعباً دونه ماهو أشق من خرط القتاد…. عفواً ومعذرة أيها البعض…فلقد بالغت كثيراً ونسيت أنّ فرقة موسيقا الجيش تعزف للشهيد لحن الوداع ،فهل دبكتكم جاءت على هذا المنوال ؟؟! رحم الله الشاعر الاعشى….
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا
ونحن المواطنين نعلمكم ورغم صغائركم وكبائركم والفقر والإفقار والبطالةنقول : إنّ الدول لاتبنى على غير الجماجم وإنّ جماجمنا التي هوت وسقطت ستكون أساسا لانتزاع النصر من هؤلاء الإرهابيين والتكفيريين..
وسنبقى ندافع عن هذا الوطن حتى لو سالت دماؤنا في كل شعاب الارض السورية.وخلف السيد الرئيس الفريق المفدى بشار الاسد وليذهب من لم يرغب إلى تبليط وجه كل البحار والأنهار والمحيطات ، دفاعا عن الوطن والبعث النظيف ،فانفروا رجال قواتنا المسلحة خفافا وثقالا حتى يتطهر هذا الوطن من دنس الاغيار…….