الأرض عبارة عن مجموعة صفائح تكتونية تتحرك بشكل مستمر يبلغ عددها اثنتا عشرة صفيحة. تتحرك هذه الصفائح باستمرار باتجاهات وبسرعات مختلفة تتراوح ما بين 2 إلى 19 سنتيمترات سنوياً على طبقة شبه مصهورة لزجة، تؤدي حركة الصفائح الدائمة إلى اصطدام صفيحتين ببعضهما البعض وانزلاق أو انغراز إحداها تحت الأخرى (نمط اصطدام الصفيحتين الأوراسية والأفريقية في عرض البحر المتوسط وشمال الجزائر). أو تباعد صفحتين عن بعضهما (نمط التباعد بين الصفيحتين العربية والأفريقية على امتداد البحر الأحمر) أو تحرك صفيحتين بمحاذاة بعضهما (نمط المحاذاة الحاصلة بين الصفيحتين العربية والأفريقية في غرب بلاد الشام). علما أن بلاد الشام والعراق وشبه الجزيرة العربية تقع في الصفيحة العربية.
تحدث معظم الزلازل حول العالم على حدود الصفائح التكتونيَّة، بسبب تلك الحركات التي تؤدي إلى اضطراب مفاجئ في طبقات الأرض، تبدأ قشرة الأرض أولاً بالانثناء والانحناء وعندما يفوق قوى الجهد مقاومة الصخور، تتكسر صخور القشرة فجأة وتتحرك إلى مكان جديد محدثة بذلك أمواجاً زلزالية تشبب اهتزاز الأرض. تنتشر هذه الأمواج انطلاقاً من بؤرة الزلزال وفي كل الاتجاهات على سطح الأرض وفي باطنها بسرعات متباينة بحسب طبيعة الصخور المخترقة وخواصها.
يحدث حوالي 250 زلزالاً في أنحاء متفرقة من العالم كل يوم، وزلزال كل 11 ثانية وسطيا، معظم هذه الزلازل تحت سطح البحر، أما الزلازل التي تقع على الأرض قليلة الحدوث نسبيا. قد تكون الهزات صغيرة أو متوسطة لا تسبب أضرارًا تذكر في معظم الأحوال، على أن الزلازل الكبيرة تعدّ من أكثر الظواهر الطبيعية تدميرًا، وبالرغم من أنها نادرًا ما تستمرّ لأكثر من ثوانٍ معدودة، إلا أن الطاقة الناجمة عنها يمكن أن تعادل 200 مليون طن من مادة الـ TNT (التي تعتبر من المتفجرات القوية) وأكثر 10 آلاف مرة من طاقة أول قنبلة نووية، وتتسبَّب الزلازل في إزهاق حياة 14 ألف شخص تقريبًا كل عام.
ازداد نشاط حركة الصفائح الأرضية في سورية في الآونة الأخيرة، وهو ما أدى إلى تتالي الهزات الأرضية التي بلغت 10 هزات هذا اليوم، وهي حركة “طبيعية للصفائح التكتونية نتيجة لوجود سورية ضمن نطاق أهم صدع في العالم وهو صدع البحر الميت -أو الفالق السوري الإفريقي – والممتد لمسافة 1000 كم من خليج العقبة على البحر الأحمر مروراً بفالق بسيمة وفالق سرغايا وفالق دمشق الذي يمتد على مسافة 50 كم مرورا بوادي البقاع في لبنان وفالق جبلة وصولاً لصدع الأناضول شمالاً ، وهو ذو حركة انزياحية نشطة حيث تتحرك الصفيحة العربية على طول هذا الصدع شمالا بالنسبة للصفيحة الإفريقية بمتوسط سرعة مقداره 5 ملم كل عام، وهي في حالة تماس مع صفيحة الأناضول، ليشكل هذا الفالق والصدوع في القشرة الأرضية خطرا مُباشراً على سكّان تلك المناطق الخاضعة لتأثيرها
تاريخياً؛ هل حدثت زلازل مدمرة في منطقتنا؟
الجواب نعم. حدثت مجموعة من الهزات المدمرة قدرت ب 7.5 ريختر، وهذه الهزات تحدث كل 250- 300 وسطيا. حدث زلزال سوريا على صدع البحر الميت النشط حتى الآن وهو لم يكن زلزالاً منفرداً، كان عبارة عن سلسلة من الهزات الأرضية المتتالية بين عامي 1201 و1202، وتكون من زلزالين رئيسيين حدثا في منطقتين مختلفتين على طول الصدع، الأول في فجر يوم 6 حزيران عام 1201 بقدر الموجة السطحي حجمه 7.5، والثاني في يوم 20 أيار عام 1202 بقدر الموجة السطحي حجمه 6.8.
تحليل السجلات المعاصرة وصل إلى أن ضحايا الزلزال بلغ حوالي 30٫000 ضحية، وهذا رقم منطقي باعتبار أن الزلزال قد حدث في وقت الفجر بينما كان الناس نياماً ولم يقدروا على الشعور بالهزات السابقة له .وكانت المناطق المتأثرة بالزلزال على الترتيب التالي بحسب شدة التدمير: لبنان، وشمال فلسطين، وغرب سوريا، والقدس، والأردن، وجنوب تركيا. حتى أن آثاره التدميرية وصلت إلى أرمينيا وشرقي الأناضول شمالاً، وإلى العراق وإيران شرقاً، ومصر جنوباً.
ولكن هذا ليس الزلزال الوحيد الذي حدث في المنطقة، فقد حدثت العديد من الحوادث الزلزالية المدمرة فيها عبر التاريخ المسجل أعوام 551 – 1157 – 1202 – 1408 – 1759 – 1873، والتي قد يكون أعنفها زلزال حلب عام 1138 الذي يصنف من بين أعنف الزلازل في التاريخ بقدر زلزالي يعادل 8.5، وكان آخر زلزال مدمر على هذا الصدع في عام 1873
.
هل يمكن تحديد مكان ووقت حدوث الزلازل مسبقا؟
التنبؤ بالزلازل عملية صعبة ولا يمكن تحديد مكان حدوث الزلزال ولا وقته. لكن هناك مؤشرات مثل حدوث هزات صغيرة بمنطقة واحدة ولعدة أيام متتالية يؤدي إلى حدوث هزة كبيرة ويمكن للطيور والحيوانات والحشرات استشعار أصوات التحطم الذي يحدث حدث في الطبقات الأرضية، وبالتالي تتنبأ بحدوث الزلزال قبل الإنسان.
ما هي أهم الظواهر التي تسبق الزّلازل؟
……………………………………………..
هناك مجموعةٌ من الظّواهر التي تظهر قبل حدوث الزّلازل منها:
- ارتفاع مستوى المياه، ارتفاع الأمواج على الرغم من كون الرّياح خفيفةً وهادئةً
- حركاتٌ ملفتةٌ وغير اعتيادية للطّيور والحيوانات، وتكون هذه الحركات عشوائيّة، مثل النباح المستمر للكلاب، وكذلك خروج الحيوانات من بيوتها وأعشاشها بشكلٍ غير طبيعي .
- ارتفاع المياه في الآبار على طول خط الصّدع.
أخيرا
…….
من الأفضل حدوث مثل هذه الهزات بهذه المقاييس البسيطة نسبياً كي لا تتراكم الإجهادات الناجمة عن الحركة الانزياحية ضمن منظومة فالق البحر الأحمر ومن الأفضل تحرر الطاقة بين الحين والآخر بدرجات بسيطة لأن تراكم الطاقة وتحررها بمقدار كبير سيسبب كارثة حقيقية في ظل معطيات عمرانية رديئة ستكشف فساد من نفذها خلال فترة الأزمة السورية وربما ستتهدم بالكامل فوق رؤوس أصحابها لا قدر الله .
#عن_الطقس_والمناخ_في_سورية
#رياض_قره_فلاح