حماد الشايع الشايع
انا وانتَ واحلامٌ تراودُنا
ما بينَ أضْغاثِها يُسْتَنْزَفُ اللّيلُ
فلا مُعَبّرَ كي يَسّتَلَّ مِن وَجَعٍ
سَيفَ النبوءاتِ حتى يُورِفَ الظِّلُّ
كُلّ الذينَ على تَفسيرِكَ اجْتَمَعوا
ما أوَّلوكَ وَلمْ يَثْبُتْ لهُمْ قَوْلُ
لأنَّ رُؤياكَ لَمْ يَمْكُثْ بِها أَرَقٌ
وَلَمْ يُطِلْ دَرْبَهُ في سَمْعِكَ السّْؤلُ
وَلَمْ يَطَأ غَيْرَكَ المَعْنى لِذا انْتَفَضَتْ
يَدُ المَساءِ وأخْفى لَوْنَهُ الكُحْلُ
أخْرَجْتَ مِن كَفِّكَ المَبْتورِ أسْئِلَةً
كَمْ عاجِزٌ أنتَ في التَّكْبيلِ يا حَبْلُ
غادَرْتُ مِنْسَأتي لا رِيْحَ تَحْمِلُني
وَحْدي أسيرُ وَخَلفي يَلْهَثُ النَّحْلُ
كأنّني مَطَرٌ مازالَ يُقلِقُهُ
طَرْقُ النّوافِذِ حتى يَخْفِتَ الهَطْلُ
أو أنّني شَجَنٌ يَقْتادُ دَمْعَتَهُ
واللّيل. أوّلُهُ يَحْدو بِهِ طِفْلُ
تَنْمو سَنابلَ أوراقي فأُلْبِسُها
ثَوْباً وَقَدْ قَدَّهُ مِن خِصْرِهِ السَّيْلُ
لا قَمْحَ يَسْتُرُني.. أو مِلْحَ يَشْرَبُني
وفي دُروبِ النّوى يَبْتَزُّني الوَصْلُ
ضَوْءُ القَناديلِ لَمْ يُفْصِحْ لِناظِرِهِ
فَهَلْ تَعَمَّدَ كَي يَسْتافَني الحَقْلُ
وَلمْ يَكُنْ في يَدي ضَوْءٌ أهُشُّ بِهِ
ولا عَصايَ لَها مِن عَظْمِها نَصْلُ
لأنّني الماء والشُّطآنُ تَمْلَؤُني
مازالَ في قامَتي يَسْتَوْطن النَّخْلُ
حماد خلف الشايع
2020