خسرت الأوساط الفنية والثقافية في سوريا الفنان التشكيلي السوري مصباح الببيلي، الذي رحل في 1حزيران 2023، بعد مسيرة فنية طويلة .
عاد منذ سنوات من إسبانيا، بعد اغتراب سنوات طويلة، وقدم مختارات من أعماله ودراساته، التي أنجزها في مراحل سابقة، في مركز ثقافي أبو رمانة: تحت عنوان ” طرق الفضاء وسقف السماء ” .
ورغم أنه قدم ألواناً عفوية في معظم لوحاته، إلا أنه أظهر قدرة في التمازج والتداخل اللوني، الذي يوحي بتشظٍ وبانفجار كوني في البقعة اللونية أو المساحة أو الحركة اللونية.
مثّل سورية في دول العالم عبر سنوات طويلة من الإبداع تجاوزت ثلاث وخمسين سنة، ابتكر لنفسه أكثر من أسلوب خاص به فشغل النقاد للبحث في جمالية كل لوحة وقراءة مفرداتها.
شارك بين عامي 1956 و1998 بستة وسبعين معرضاً جماعياً داخل سورية وخارجها، كما أقام ثمانية عشر معرضاً فردياً في المدن السورية والأردن والكويت والدول الأوروبية، وقدم معارض ثنائية مع الفنانة ريمة نيلوفر الحمصي في إسبانيا .
مرت أعماله بعدة مراحل، بأسلوب الواقعية، السريالية، الطلاسم، التعبيرية، ثم مرحلة البحث المتجدد والمتطور الأكثر تعمقا بالربط ما بين الفن التشكيلي والدراسات والفرضيات العلمية المعاصرة.
شكلت مرحلة التعبيرية العنكبوتية التشكيلية محطة خاصة جداً عنده ، فهي دراسات فنية ابتكرها ، كان العنكبوت فيها مهندساً معمارياً وفناناً ينسج شبكاته التكوينية لمواضيع اجتماعية وإنسانية ربط فيها العلم بالفنون التشكيلية، وبعد ذلك قام ببحث آخر حول الدائرة والإنسان فأقام معارض رسم فيها على لوحات دائرية لتحويلها على مبدأ هندسة ريمن إلى منظور كروي، ثم بدأ بدراسة نظرية أنشتاين التي يتحدث فيها عن البعد الزمني الرابع وطور نظريات فضائية وظل مستمراً في بحثه حتى وفاته .
نال العديد من الجوائز والشهادات وميدالية ذهبية وميدالية الثقافة والفنون الإسبانية وحصل على لقب المايسترو.
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )