رحل عن عالمنا الأحد 11 يونيو 2023 الكاتب والروائي حمدي أبو جليل عن عمر ناهز 56 عاماً، وفقًا لما أعلنته ابنته هالة أبو جليل على صفحتها الشخصية «فيسبوك».
وقد نعت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة المصرية ، الروائي الكبير “حمدي أبو جليل”، وقالت وزيرة الثقافة: “فقدت الساحة الأدبية اليوم أحد أبنائها المتميزين ، والذي جسدت أعماله قيمة مضافة لأبجديات العمل الروائي، وستظل أعماله مصدر إلهام لأجيال متعاقبة”.
كما نعت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، الكاتب والروائي حمدي أبو جليل وقال الدكتور أحمد بهي الدين، إن الراحل حمدي أبو جليل، أحد أهم الأدباء المصريين المعاصرين، وتميز أسلوبه الأدبي بالبساطة والعمق، حيث إنه استلهم التراث الثقافي المصري في أعماله، وكان متشبعا به، ما انعكس على أعماله، كما انعكس في ممارساته للحياة.
وأضاف أن الهيئة بصدد إصدار طبعة جديدة من كتاب «القاهرة شوارع وحكايات» من تأليف الراحل حمدي أبو جليل، والذي كان قد صدر من قبل عن الهيئة ونفدت طبعته، مؤكدًا أن هذا الكتاب حقق نجاحا كبيرا محليا وخارجيا، لما يضمه من حكايات وأسرار عن شوارع القاهرة.
رحل أبو جليل بعد حياة أدبية حافلة بالعطاء والتجدد، حفر خلالها بصمة خاصة في فضاء القصة القصيرة والرواية. زاد من حِدة هذه الصدمة شخصية «أبو جليل» المرحة، وروحه المُحبة للفكاهة والسخرية، والتي انعكست في طرائق سرده وبنائه لشخوصه الروائية وعوالمهم المسكونة بالمغامرة واللعب على مفارقات الحياة.
أفاد أبو جليل، في أعماله السردية، من تجاربه في الحياة عبر لغة مختلفة استقاها من خلفيته البدوية، فضلاً عن عمله ببعض المِهن اليدوية الخشنة، مثل مهنة عامل بناء، قبل أن يبزغ نجمه في سماء الثقافة المصرية.
ولد حمدي أبو جليل، في الفيوم سنة 1967، لم يكمل أبو جليل تعليمه الجامعي، وقدم إلى القاهرة ليعمل في مهن مختلفة، قبل أن يتم تعيينه مديراً لتحرير سلسلة «الدراسات الشعبية» في وزارة الثقافة. ونشر، 1997، مجموعته القصصية الأولى «أسراب النمل»، ثم نشر، في عام 2000، مجموعة «أشياء مطوية بعناية فائقة»، والتي حصلت على جائزة الإبداع العربي في العام نفسه، وصدرت له كتب أخرى، مثل «الأيام العظيمة البلهاء»، و«القاهرة: شوارع وحكايات»، ودراسة تاريخية بعنوان «نحن ضحايا عك»، فضلاً عن روايتيه «صعود وانهيار الصاد شين» التي تُرجمت إلى الإنجليزية بعنوان «الرجال الذين ابتلعوا الشمس»، ثم روايته «يدي الحجرية» عن «هيئة الكتاب» 2021.
وحول نشأته الأدبية، كان أبو جليل يردد أنه تربّى إبداعياً على مائدة ثلاثة مبدعين كبار اهتموا بالأصوات الجديدة؛ هم: خيري شلبي، وإبراهيم أصلان، ومحمد مستجاب. وكان يفخر بأن خيري شلبي يشبّهه بماركيز واصفاً وجوده بأنه «ضرورة لأي مشهد ثقافي وأدبي»، وكان يلحّ دائماً على فكرة أن الحقيقة أقوى من الخيال، وأروع، وأخصب، وأكثر سحراً، وأن تجارب الإنسان بكل ما فيها أثرى من خيالات أفضل الروائيين.
.صدر لـ حمدي أبو جليل عدة مؤلفات من بينها: “الفاعل” و”لصوص متقاعدون” الصادران عن دار الشروق، و”طي الخيام”، و”الأيام العظيمة البلهاء”، و”نحن ضحايا عك”، و”قيام وانهيار الصاد شين”.
أحدثت روايته الأولى «لصوص متقاعدون»، 2002، أصداء قوية، ولقيت احتفاء نقدياً لافتاً، وتُرجمت إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، كما فازت روايته «الفاعل»، 2008، بجائزة «نجيب محفوظ» للرواية العربية، التي تمنحها الجامعة الأميركية بالقاهرة، وتُرجمت إلى الإنجليزية بعنوان «كلب بلا ذيل». ووجد النقاد في كتاباته صوتاً مختلفاً وكاتباً يملك مفاتيح عالم روائي شديد الخصوصية.
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )