آهِ… البعادْ….
جئتك جذلى وتحملني الرِّياحْ…
تؤرجح روحي بين شكٍّ ويقينْ
يا فرحةً لم تزل كالطَّيف سكرى…
وأنا المسجونة وحدي
بين انتظارٍ وذكرى
لقطارٍ لا يؤوب….
ما زلت أعرف أنَّ الرجوع خطيئتي
وقلبي لم يزل يعاندني
…. ستذكرني كلما لاح طيفٌ للخريف
ومزَّق البرقُ حلكة اللَّيل الرتيبْ…
وسيصحو في قلبك لحنٌ جريحْ
وصراخٌ ينادي:
آهِ… البعادْ….
ستذكر من عمرنا ما ضاع وامَّحى
وتعود للروح إشراقة الضُّحى
ويعود للطِّفل فينا مرتع الأقحوان
وأعراس زغرداتِ الطّيورْ
وسيبزغ في أرضنا العطشى
ذلك الشَّلال العجبْ…
زينب الحسيني _لبنان.