ياسين عزيز حمود
إثنينِ كنّا دائماً يا صاحِ
رغمَ الصّقيعِ وفورةِ الأرياحِ
قلبي المُعمَّدُ بالوِدادِ وبالوفا
كيَمامةٍ تشدو على الأدواحِ
والشّامُ روحي , والمِدادُ وجُذوةٌ
من خافقي المُتهيِّمِ المُلتاحِ
كفني بكفّي حاضرٌ مِنْ أجلِها
تتواصلُ الأرواحُ بالأروحِ
حتّى إذا جاءَ الربيعُ بنَوْرِهِ
مُتأجِّجَ الإشراقِ في الإصباحِ
نيسانُ يا وعدَ الفصولِ وتاجَها
بوركْتَ يا روضَ الهوى الفيّاحِ !
خفقَتْ لكَ الراياتُ خفقَ قلوبِنا
إذْ مرَّتِ اللمياءُ قيدَ جراحي
في مُقلتَيكِ مفاتنٌ مِنْ شامِنا
وبوَجنتَيكِ شمائلُ التّفّاحِ
هذا الجلاءُ وقدْ تباركَ فجرُهُ
بسنا الشّهيدِ وحكمةِ الملاّحِ
هُزِمَ الظلامُ …… وكَلَّ نابٌ غادرٍ
في ساحِنا , فالسَاحُ غيرُ السَّاحِ
جاءَ الجلاءُ , وفي جفونُكِ عطرُهُ
إيهٍ حماةُ ! وكمْ شَهدْتِ كفاحي!
زحفَتْ جيوشُ الحقدِ تغشى أرضَكمْ
لكنَّ سورَكِ مِنْ دمي وصِفاحي
إنّي أنا الجنديُّ في ساحِ الفِدا
والنصرُ خمري , والوغى أقداحي
خسِئُوا , وذلُوا في الوحولِ وها هُمو
للعارِ والخيباتِ والأتراحِ
إنّي الشآمُ , وما رضيْتُ بِمنّةٍ
وكفى بشعبي الواهبِ المَنّاحِ
هذي شمائليَ النّبيلةُ روضةٌ
للشعرِ , ولعشّاقِ , والفُصَّاحِ
قدْ كانَ ظلمُكِ – يا فرنسةُ – غاشمٌ
وكأيِّ عهدٍ حاقدٍ سفّاحِ
عادَتْ فِرنسا لمْ تُبدِّلْ سحنةً
أو لهجةً في كلبِها النّبّاحِ
ذلَّ المليكُ ليلوذَ في أحضانِهمْ
رضيَ الخسيسُ بفضلةِ الأقداحِ*
تَخذوا مِنَ الأُردُنِّ وكرَاً غادراً
لجُناةِ عُهرٍ فاحشٍ مِقباحِ
هذي البُحيرةُ لا ولا وردٌ هنا
لكنّها للعاهرِ المَدّاحِ
نغْلٌ , وما وردَ البُحيرةَ شارباً
ما عهدُهُ بجلادةٍ ونِطاحِ؟؟!
هجمَتْ وحوشُ الغربِ في قطعانِها
وظلامِها المُتغطرسِ المُجتاحِ
*الملكُ الأردني الغادر الذي احتضن غرفة موكِ الشهيرة
ظنّتْ ممالكُ حقدِهمْ وغبائِهمِ
أنَّ الشآمَ غنيمة ً في الراحِ
ظنُّوا الشآمَ رخيصةً وكغيرِها
فتفاجَؤوا بالفارسِ الجحجاحِ
وإذا الشآمُ بكلِّ شِبرٍ قامةٌ
تأبى على مُرتادِها المِلْحاحِ
نزِلُوا على أرضٍ تمورُ بِطاحُها
بفوارسٍ مِنْ عُرْبِها الأقحاحِ
ستٌّ مضيْنَ , قناتُنا لمَا تلِنْ
رغمَ الرّزايا , لا يهونُ كفاحي
سِتٌّ رويْنَ الأرضَ مِنْ مُهجِ الصِّبا
حتّى انتشَتْ مِنْ دمْعِنا النَّضَّاحِ
إنّي الشآمُ , وفوقَ ما زعمَ العِدا
لا أنثني للغاشمِ الطّمّاحِ
وذرِ الخليجَ بعُهرِهمِ …… وفسادُهمْ
أعيا الحكيمَ ومِبضعَ الجرّاحِ
ذنَبٌ لأمريكا , ولا أكرِمْ بهِمْ
وإشارتي تُغني عنِ الإيضاحِ
فإذا سردْتُ فقدْ أُطيلُ , سأكتفي
بالومضِ والإيماءِ والإلماحِ
فهمُ الرُّعاةُ تآمرُوا , وتأمركُوا
وتذللُوا للظّالمِ الذّباحِ
وأنا قيادي سوفَ يبقى في يدي
فوقَ الطُّموحِ وشهوةِ الوُقّاحِ
وقِلاعُ مجدي كالدُّهورِ عصيّةَ
ما استسلمَتْ , أو سلّمَتْ مِفتاحي
إنّي الشآمُ , فهل فهمتمْ مَنْ أنا؟!
وهنا الهوى , والبوحُ في أفراحي
وهنا أفاضَ اللهُ نورَ جمالِهِ
في خاطرِ الإمساءِ والإصباحِ
وعلى جبالي الشامخاتِ شَهدْتُهُ
فحنا عليَّ مُنهنِهاً لجراحي
وهُنا على هذي الضِّفافِ عبدْتُهُ
وكُسيتُ مِنهُ فتنتي ووِشاحي
ومشى على هذي الربوعِ مسيحُهُ
بسنا السَّلامِ , وظلِّهِ النّفّاحِ
وهُنا الهدايةُ مِنْ ضِيائكِ أحمدٌ
تسنيمَ حُبٍّ عاطرٍ فوَّاحِ
في كلِّ فجٍّ مِن بلادي قبلةٌ
أو روضةٌ للبلُبلِ الصدّاحِ
هذي الشآمُ , والحقُّ فيصلُهُ هُنا
والصبحُ يُغني عنْ سنا المِصباحِ